المرض وتداعياته على الأسرة

المرض نعمة لا بمعنى أننا نحب المرض ولا أن المرض إيجابي، بل المرض حالة سلبية لها قليل من الإيجابيات، فمثلا نحن نقارن بين المرض والصحة ونبحث عن معنى للحياة ودافع للتعافي والنضال ضد المرض وفراق الأحبة والمعاناة التي تنتج عنها الأمراض والأوبئة. كما إن تخطي المرض فرصة للتقدم بالحياة بوجه جديد وبداية جديدة، بعد محاسبة الذات ومراجعتها وتصحيح أسلوب العيش، فالبعض عند الشفاء ينغمس بالملاهي والترف ولكن البعض الآخر يحسن مستوى وعيه تجاه الذات والحياة والآخرين لاسيما أسرته.

هوية المرض

بحسب هوية المرض تتأثر الأسرة فالمرض يأتي على ثلاثة أنماط:

  • أزمة مؤقتة تنتهي بالمدى القريب أو يمكن التعايش معها
  • أزمة مستمرة تعطل القوى البدنية والمهمات اليومية
  • أزمة خطيرة تهدد بالموت

هوية المريض

ترتبط هوية المريض بالدور الذي يلعبه في الأسرة في الظروف العادية وهي على الشكل التالي:

  • الأب في مجتمعاتنا يمثل السلطة والحماية والعمل خارج البيت ومصدر الدخل الأساسي، إضافة للعاطفة الأبوية.
  • الأم في مجتمعاتنا تمثل العاطفة والحنان وإدارة شؤون البيت وتربية الأولاد، وفي بعض الأسر تكون مصدرا للدخل الإضافي.

أما بالنسبة لدور الأولاد فنسأل عادة عن أعمارهم وترتيبهم والمسؤوليات الموكلة إليهم من دراسة أو عمل أو مسؤولية إضافية داخل البيت.

تداعيات مرض الأب

عندما يمرض الأب يلجأ أحد أفراد الأسرة للعمل كالأم أو أحد الأولاد ليغطوا نقص الدخل، وبعض الأسر تلجأ للأقارب الميسورين والجمعيات الخيرية طلبا للمعونة. أما على صعيد السلطة والحماية فينبغي على الأب الاحتفاظ بدوره بأعلى مستوى ممكن، وكذلك يحتفظ بالدور العاطفي ويساهم فيما يقدر عليه من مهمات بحسب وضعه الصحي وخطورة مرضه.

تداعيات مرض الأم

عندما تمرض الأم يلجأ أحد أفراد الأسرة لتحمل مسؤوليات الأم من إدارة شؤون البيت وتربية الأولاد، بينما يغطي الأب أو أحد الأبناء النقص بالدخل الإضافي الذي كانت تؤمنه الأم. أما على الصعيد العاطفي والتربوي فينبغي على الأم الاحتفاظ بدورها بأعلى مستوى ممكن، وتساهم فيما تقدر عليه من مهمات بحسب وضعها الصحي وخطورة مرضها.

إعادة النظر بالإتفاقيات

الدور المذكور لكل من الأب والأم ليس النموذج والحيد، فلكل أسرة نموذجها الخاص، فمثلا هناك أب له مسؤوليات بمساعدة الأم في أعمال البيت، وهناك أم لديها عمل خارج المنزل كالمعلمات والممرضات، وقد تكون المصدر الأساسي للدخل .

وفي حالة الطوارئ المرضية على الأسرة أن تجتمع وتعيد توزيع الأدوار، فأولا تحدد هوية المرض بكل صدق، وتحدد لمن تلجأ لطلب العون والمساعدة، فمثلا الابن الكبير يعمل بعد دوام الجامعة والأخت الكبرى تدرس أخوتها الصغار، بينما يأخذ الأب بعض مسؤوليات الأم في البيت إن مرضت أو ذهبت للعمل مكانه خارج البيت.

ماذا نفعل تجاه المرض والضغوط الناتجة عنه

من المهم جدا أن لا نخفي حقيقة المرض عن أفراد الأسرة بل نخبرهم بالطريقة المناسبة من غير تخويف ولا استخفاف بالمرض، وعلى الأسرة أن لا تكثر الشكوى إلا بقصد شرح الأمور لتحسين الأوضاع لأن كثرة الشكوى تعمم السلبية وتزيد من حدة المشكلة. وبحال الحاجة المادية نعتمد على تنظيم الدخل وتوزيعه على الضروريات والاحتياجات الحقيقية وترك الكماليات، كما يمكننا الاستعانة بالمرشدين الأسريين لتنظيم بعض الأمور المتعسرة وللحصول على الدعم النفسي والاجتماعي.

فيديو مقال المرض وتداعياته على الأسرة

أضف تعليقك هنا