اضطرابات نقص المناعة – وكيفية تشخيصه وعلاجه والوقاية منه

بقلم: دكتورة/ منال محمد السيد أحمد

هذا النوع من الاضطراب يجعل من السهل عليك التقاط الفيروسات والالتهابات البكتيرية لأنها تعطل قدرة الجسم عن الدفاع عن نفسه ضد البكتيريا والفيروسات والطفيليات، وهناك نوعان من اضطرابات نقص المناعة: الاضطراب الخلقي أو الأساسي أو الأولي وهو الاضطراب الذي ولدت به، والاضطراب المكتسب أو الثانوي وهو اضطراب تصاب به لاحقًا في حياتك، فأي شيء يضعف جهازك المناعي يمكن أن يؤدي إلى اضطراب نقص المناعة الثانوي. والاضطرابات المكتسبة أكثر شيوعًا من الاضطرابات الخلقية. يتفق معظم الأطباء على أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نقص المناعة يمكنهم أن يعيشوا حياة كاملة ومنتجة.

أقسام جهاز الناعة

يشتمل جهازك المناعي على الأعضاء التالية: الطحال، اللوزتين، نخاع العظم، العقد الليمفاوية وتقوم هذه الأعضاء على إطلاق الخلايا الليمفاوية وهي خلايا الدم البيضاء المصنفة على أنها  الخلايا البائية والتائية التي تحارب الغزاة الذين يطلق عليهم المستضدات، وتطلق الخلايا البائية أجساماً مضادة خاصة بالمرض الذي يكتشفه جسمك، كما تقوم بعض الخلايا التائية بتدمير الخلايا الأجنبية أو غير النمطية. تتضمن أمثلة المستضدات التي قد تحتاج الخلايا البائية والتائية لمحاربتها ما يلي: البكتيريا، الفيروسات، الخلايا السرطانية، الطفيليات، ويؤدي اضطراب نقص المناعة إلى تعطيل قدرة الجسم على الدفاع عن نفسه ضد هذه المستضدات.

ما هو ضعف جهاز المناعة؟

إذا كان لديك جهاز مناعة أضعف، فأنت تعاني من نقص المناعة أو ما يسمى أيضاً بالعوز المناعي. وهذا يعني أن جسمك لا يستطيع مقاومة العدوى أو الفيروسات مثل الأشخاص الذين لا يعانون من ضعف المناعة. في حين أن ضعف الجهاز المناعي عادة ما يكون سببه بعض الأمراض، وسوء التغذية، وبعض الاضطرابات الوراثية، فإنه يمكن أيضًا أن يحدث بشكل مؤقت بسبب الأدوية مثل الأدوية المضادة للسرطان والعلاج الإشعاعي. يمكن أيضًا أن يضعف جهازك المناعي مؤقتًا عن طريق زرع الخلايا الجذعية أو زرع الأعضاء.

ما هي علامات اضطراب نقص المناعة؟

هناك المئات من أشكال اضطرابات نقص المناعة ولكل اضطراب أعراض فريدة يمكن أن تكون متكررة أو مزمنة. ومع ذلك، هناك بعض العلامات التحذيرية التي تشير إلى احتمال حدوث شيء ما بجهازك المناعي. يميل الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نقص المناعة إلى الإصابة بعدوى متكررة – الجولة تلو الأخرى – وذلك لحالات معينة، مثل: التهابات الجيوب الأنفية، القلاع، نزلات البرد، أمراض اللثة المزمنة (التهاب اللثة)، الالتهاب الرئوي، عدوى الخميرة. وقد يصاب الأفراد المصابون باضطرابات نقص المناعة أيضًا بألم مزمن في البطن كما أنهم قد يفقدون الوزن مع مرور الوقت. فإذا وجدت أنك تمرض بسهولة وتواجه صعوبة في التخلص من الفيروسات والالتهابات الأخرى، فإنك بحاجة إلى طبيب يختبرك بحثاً عن اضطراب نقص المناعة أو العوز المناعي.

ما هي الأنواع المختلفة لاضطرابات نقص المناعة؟

يحدث مرض أو اضطراب نقص المناعة عندما لا يعمل الجهاز المناعي كما هو متوقع. فإذا ولدت باصطراب نقص المناعة لسبب وراثي، فإنه يسمى مرض نقص المناعة الأولي. وهناك أكثر من ٢٠٠ نوع من اضطرابات نقص المناعة الأولية، وتتضمن على سبيل المثال اضطرابات نقص المناعة الأولية ما يلي: نقص المناعة المتغير الشائع، نقص المناعة المشترك الشديد  والذي يُعرف أيضاً باسم كثرة اللمفاويات ومرض الورم الحبيبي المزمن.

وتحدث اضطرابات نقص المناعة الثانوية عندما يُضعف مصدر خارجي) مثل مادة كيميائية أو عدوى( جسمك، ويمكن أن يسبب ما يلي اضطراب نقص المناعة الثانوي: الحروق الشديدة والعلاج الكيميائي أو الإشعاعي وداء السكري وسوء التغذية. وتشمل أمثلة اضطرابات نقص المناعة الثانوية ما يلي: الإيدز، سرطانات الجهاز المناعي مثل سرطان الدم، الأمراض المعقدة المناعية مثل التهاب الكبد الفيروسي، المايلوما المتعددة وهو سرطان خلايا البلازما التي تنتج الأجسام المضادة.

الأسباب وعوامل الخطر لاضطرابات نقص المناعة

تنجم اضطرابات عوز المناعة الأولية في أغلب الأحيان عن طفرات جينية موروثة. وفقا للجمعية البريطانية لعلم المناعة، يعيش ما يقرب من 6 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم مع اضطراب نقص المناعة الأولية (أي أنهم ولدوا وهم مصابون به).  أما اضطرابات نقص المناعة الثانوية فيمكن أن تنتج عن مجموعة متنوعة من الأسباب، بما في ذلك: الحالات المزمنة (مثل مرض السكري أو السرطان)، الأدوية، العلاج الإشعاعي (وهذا نادر)، العلاج في المستشفى على المدى الطويل، عدم كفاية التغذية.

عوامل الخطر

أما عن عوامل الخطر، فالأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من اضطرابات نقص المناعة الأولية لديهم ارتفاع خطر الإصابة بالاضطرابات الأولية نفسها. ويعد التاريخ العائلي لنقص المناعة الأولية هو أقوى مؤشر على حدوث هذا الاضطراب. عند الولادة ولمدة بضعة أشهر فقط يتمتع الأطفال بحماية جزئية من العدوى عن طريق الأجسام المضادة التي تنقلها إليهم أمهاتهم. عادة كلما ظهرت أي علامات لنقص المناعة لدى الأطفال في وقت مبكر، كلما كان الاضطراب أكثر خطورة. كما أن أي شيء يُضعف جهازك المناعي يمكن أن يؤدي إلى اضطراب نقص المناعة الثانوي.

على سبيل المثال، يمكن أن يكون التعرض لسوائل الجسم المصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أو إزالة الأعضاء واستبدالها من الأسباب. الشيخوخة يمكن أن تُضعف أيضاً جهاز المناعة لديك فمع تقدمك في العمر تتقلص بعض الأعضاء التي تنتج أو تعالج خلايا الدم البيضاء وتصبح أقل كفاءة. البروتينات مهمة لمناعتك لذلك فعدم وجود كمية كافية من البروتين في نظامك الغذائي يمكن أن يضعف جهاز المناعة لديك. ينتج جسمك أيضًا بروتينات عند النوم تساعد جسمك على مكافحة العدوى لهذا السبب فقلة النوم يمكن أن تقلل من دفاعاتك المناعية. يمكن أن تؤدي أدوية السرطان والعلاج الكيميائي أيضًا إلى تقليل المناعة.

كيف يتم تشخيص الاضطرابات المناعية؟

إن التعرف المبكر على هذا الاضطراب وعلاجه أمر مهم للغاية. إذا كان طبيبك يعتقد أنك قد تكون مصاباً باضطراب نقص المناعة، فسوف يرغب في معرفة تاريخك الطبي  وإجراء فحص بدني وتحديد العدد الإجمالي لخلايا الدم البيضاء وتحديد عدد الخلايا التائية لديك وتحديد مستويات الجلوبيولين المناعي لديك، وقد يقوم طبيبك أيضاً بإجراء اختبار جلدي، والذي يتم إجراؤه عادةً عند الاشتباه في وجود خلل في الخلايا التائية.

أثناء اختبار الجلد يتم حقن عدد صغير من البروتينات من الكائنات المعدية الشائعة (مثل الخميرة) مباشرة تحت الجلد. إذا لم يكن هناك رد فعل (تورم أو احمرار) خلال يومين، فقد يكون ذلك علامة على وجود اضطراب نقص المناعة الناتج عن خلل في الخلايا التائية. يمكن أيضاً إجراء خزعات من العقد الليمفاوية أو نخاع العظم لمساعدة طبيبك على تضييق نطاق الاضطراب الذي قد يسبب أعراضك. قد يتم أيضاً طلب إجراء اختبار جيني، عادة عن طريق فحص الدم، لتحديد ما إذا كانت هناك أي طفرات جينية تسبب اضطراب نقص المناعة لديك.

كيف يتم علاج اضطرابات نقص المناعة؟

يتمحور علاج اضطرابات نقص المناعة عادةً حول ما يلي: منع العدوى عندما يكون ذلك ممكناً وعلاج العدوى عند حدوثها وتقوية أجزاء من الجهاز المناعي. المضادات الحيوية والعلاج بالجلوبيولين المناعي هما نوعان من الأدوية التي غالبًا ما تستخدم في العلاج. تُستخدم أحياناً أدوية أخرى مضادة للفيروسات، مثل الأوسيلتاميفير والأسيكلوفير، أو دواء يسمى الإنترفيرون لعلاج الالتهابات الفيروسية الناجمة عن اضطرابات نقص المناعة. إذا كان نخاع العظم لا ينتج ما يكفي من الخلايا الليمفاوية، فقد يطلب طبيبك زراعة نخاع العظم (الخلايا الجذعية).

هل يمكن الوقاية من اضطرابات نقص المناعة؟

يمكن إدارة وعلاج اضطرابات نقص المناعة الأولية، ولكن لا يمكن الوقاية منها. وفي بعض الأحيان يمكن تقليل خطر الإصابة باضطرابات نقص المناعة الثانوية من خلال اختيارات نمط الحياة. على سبيل المثال، من الممكن تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني عن طريق تناول نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني الكافي. النوم مهم جداً لنظام المناعة الصحي، قد لا يؤدي فقدان النوم لفترة طويلة إلى مجموعة متنوعة من الحالات المزمنة فحسب بل قد يضعف أيضاً قدرة الجسم على مكافحة العدوى.

  • الكاتب: دكتورة منال محمد السيد أحمد
  • دكتوراة في علم المناعة
  • معهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية بالمركز القومي للبحوث
  • البريد الإلكتروني [email protected], [email protected]

بقلم: دكتورة/ منال محمد السيد أحمد

 

 

أضف تعليقك هنا