إن الملاحظ لشؤون العالم العربي في ظل الحملة الشرسة التي يتعرض لها فكريا و سياسيا و اقتصاديا , يرى بأنه ما من علة إلا و لها سبب.
يا ترى ماهي الأسباب و المعوقات التي جعلت من العالم العربي في خضم هذه الأحداث التي نخرت كيانه و جعلته في حالة يرثى لها ؟
-
(المغلوب مولع دائما بتقليد الغالب)،
من هذه النظرية الخلدونية تتضح معالم ما آل إليه المجتمع العربي , فالعقل العربي ضيع وتناسى كيانه و عقيدته , فبدأ بالانسلاخ تدريجيا من تراثه الذي يمثل صورته الحاضرة , إن القضية الرئيسية التي جعلت هذا العقل العربي عقل تقليد هو ما سببه الغزو الفكري الذي بسطت نفوذه أوروبا على العالم العربي ما بعد الحرب العالمية الثانية , نعم هي صدمة الحداثة , وأي حداثة !! حداثة تشجع على المساواة بين الرجل و المرأة و تقرير حق الإلحاد بداعي الحرية الشخصية , و نسف الأخلاق و التشجيع على الزنا و المحارم بشتى أنواعها ,,, كما أن الليبيرالية التي نادى بها بعض المفكرين الغربيين أمثال جون لوك و غيرهم , أصبحت هي القانون الرئيسي الذي نهجه بعض مفكرينا العرب و مازالت تبعاته إلى يومنا هذا تقسم ظهر العقيدة ….
إن المفكر العربي هو العصب الرئيسي في توعية المجتمع و بعث روح جديدة في كيانه , لكن مجتمعنا العربي لا يقرأ !! هذه هي الحلقة المفقودة , التي بصلاحها يصلح فكر الأمة العربية .
- إن السبيل إلى تغيير الراهن و الانسلاخ من تبعات الفكر الغربي هو إعادة إحياء هذا العقل العربي من جديد , و إعادة ربط صلة وثيقة مع تراثنا العربي الإسلامي الأصيل , فالقضية هي قضية بنية عربية متينة , تتحقق بمبدأين أساسين و هما : ضمير حي و إرادة صلبة , لكي تتحقق إعادة البعث من جديد , و نكون كما قال الله عزوجل في كتابه الكريم:
(كنتم خير أمة أخرجت للناس).
فيديو مقال العقل العربي , إلى أين !!