من أخرج تلك العاهرة….؟

هل سنعود كما كنا بعد ما تحطمت أحلامنا؟؟

لقد ولدنا فى هذه الدنيا المحيره ولا نعلم معنى الخوف حتى بدأنا نتعرف عليه من خلال مواقف اخبرونا عنها أنها مخيفه ، ولم نكن نعلم معنى السعاده أو الضحك وهل حقا كنا نضحك لمن أرادوا ان يضحكونا أم كنا نضحط عليهم رغم عدم إدراكنا لتصرفاتهم ومن خلال حركات مفتعله لم نعد نذكرها الآن إلا أنها كانت مفتعله وتعبر عن البؤس وقله الحيل .
عهر المشاعر أصبح الآن يسيطر على جميع علاقاتنا بين أنفسنا مما ينعكس على مظهرنا وعلاقاتنا اليوميه من حديث وجدال و حوار وتفاعل ﻻ يجدى نفعا ويظهر عشوائيه حياتنا الممتزجه بإختلاف و ضياع كياناتنا .
الحزن فى قلوبنا يظهر بالخوف من الغد الذى لم يعد له ملامح تميزه وأضاع معه تفاصيل حياتنا التى غابت عنا ، لقد كنا فيما مضى نعيش ألامنا بكل بساطه وﻻ نصغى لها ولا نلقى لها بالا لأننا وبكل بساطه لم نربطها بأى علاقه وﻻ أحداث أخرى تسبب الشقاء و تشغل عقلنا، كنا نعيش اليوم وﻻ ننتظر الغد. الله منعنا ليختبرنا ومنحنا لا ليشقينا بل يريد أن يظهر لنا حقيقه ما بنا من مشاعر الحق والباطل والحب والكره و الإنصاف والظلم والتواضع والتكبر والحقد واﻹنكسار.
خلقنا نحن لانفسنا واقع اكثر ألما مما نتخيل ، جعلنا التعقيد والتشتت فى مشاعرنا هو الطابع المسيطر هربا ممانتصور من فقر وضعف وكره ومراره فراق بإختيارات نعتقد انها ستكون سبب للسعاده مثل المال والاولاد فانقلب السحر على الساحر .
أبكى على من تبلدت مشاعرهم وتجمدت أحاسيسهم تتلقفهم يد اللطيف الخبير بالرحمه من كل اتجاه ومع ذلك فى طغيانهم يعمهون وفى جهرهم بمعاصيهم فرحين ، هل خلقنا الله ويستحق منا كل هذه الأفعال البشريه الغير ساميه بغرض التحضر ودعوى الرقى ، الله يريد منا بساطه المشاعر وصدقها معه فلو صدقنا مع الله صدقنا أنفسنا عشنا الدنيا وتمتعنا بالآخره عند لقائه .
لم يخلقنا الله ملائكه ولم يرد منا ذلك ، خلقنا بشرا ويعلم مافى أنفسنا نخطئ ونصيب فهنيئا لمن أخطئ وأصاب وتمسك بالحق والصواب ورد إلى ربه تائبا وأناب .
فهل ياترى ؟ سنعود كما كنا بعد ما تحطمت أحلامنا

خلط الحلم بالواقع

خلطنا الحلم بالواقع و الموانع بالدوافع حتى نسينا انفسنا ولم يعد بمقدورنا التمييز أو الاختيار مابين الصواب والخطأ نسينا الله الحق وسلكنا طريق الباطل ((نسوا الله فأنساهم انفسهم)) وظلمنا انفسنا .
كل علاقتنا مع الله او مع انفسنا او المجتمع من الممكن أن تختزل فى مقوله ((الكل مؤمن حتى تخرج العاهره ))تشبيه قاسى ولكنه صادقه ، لاتعلم حقيقه نفسك إلا بعد أن تخرج من أحلك و أصعب المواقف . فعلاقتنا مع الله لاتظهر إلا وقت البلاء ، من الذى تلجأ إليه هل مخلوق بنفوذ زائل أم خالق الخلق، فمن عامل الله ربح ومن عامل البشر خاب وخسر ، ومن أراد النجاه من تقلبات ونوائب الدهر فليدعو ربه أنى مظلوم فانتصر .
ومن عانى من نفسه التى اهلكته كثيرا فليصدق نفسه وليبكى عليها وليسلمها الى بارئها وليحقرن الجانب الكاذب والعاهر من حياته ، كن جميلاً ترى الوجود جميل.

النفس العاهرة

تتجلى صوره هذه النفس العاهره وكيفيه الإنتصار عليها فى قصه سيدنا يوسف – عليه وعلى نبينا الصلاه و السلام- عندما ظهرت حقيقه نوايا إخوته الذين هم أكبر منه سنا وعقلا ، ولكنهم إجتمعوا وأجمعوا أمرهم أن يتخلصوا من هذا الوليد الذى أمتلك عقل وروح أبيهم ، وعندما أخبر والده بذلك نصحه بالصبر (الصبر فقط ) إلى أن أصبح الملك على خزائن الأرض وألجأهم الله إليه منكسرين ، ورفع أبويه على العرش بعد صبر منقطع النظير .
كما انتصر سيدنا أيوب عليه السلام على عهر إدعاءات من اتهموه بأن عجزه إبتلاء من الله له لأنه عصاه ، وحارب هذا الكلام بالصبر الجميل . من أراد ان يطرد هذه النفس العاهره فليسلمها إلى رب الأرباب وليصبر عليها . فمادمت تنوى الخير فأنت بخير .

فيديو مقال من أخرج تلك العاهره….؟

أضف تعليقك هنا