الأقسام قضايا مجتمعية

من تداعيات المسخ العقلي … المسخ النفسي!

عندما يسقط إنسان في أزمة أو ظلمة أمر ما , يحاول أن يتشبث بما لديه من “عقل” كسبب من أسباب رؤية “الأمل” و تحديد المسار و تذليل العقبات مدافعا عن أهدافه” الذاتية ” ضد البعض من” الفيروسات النفسية “، كـ(الحيرة , و الإكتئاب , و اليأس و الإحباط) و كل الأمراض والإضطرابات التي قد تتسرب إلي النفس, فتصيبها ب”فقدان الرغبة في الحياة”, التي بدورها كانت سببا رئيسيا من أسباب “الإنتحار”.

الإنتحار

“فقدان الرغبة في شئ “…يتبعه..”فقدان الإنتماء لهذا الشئ”….يتبعه ….”إختفاء الأمل “…يتبعه..”إنتحار”. فعندها لا يري الإنسان ” أملا “، تتمكن مظاهر اليأس  و أعراض الإحباط على نفسه و يساعد في ذلك عوامل مادية و مشكلات في العلاقات الشخصية…

و لكن الأخطر من الإنتحار هو “عدوى الإنتحار”…فيما يعرف بـ”تأثير فرتير” (أو الانتحار بالتقليد)، والذي سُمي على اسم بطل رواية جوتة التي تحمل اسم أحزان الشاب فيرتر الذي انتحر في أحداث القصة.

ويلعب الإعلام دور “الوسيط و الناقل للعدوى” هذه الأيام حينما ينشر حدث الإنتحار مغلفا ” بجو عاطفي “فيكون هنا التأثير أكبر على الناس في الإتجاه السلبي …(خاصة عندما يتم تصوير وصفا مفصلا لكيفية الإنتحار عن طريق وسيلة معينه و نقل الدافع العاطفي للمنتحر ..)

إذن فمع ضرب” الأمل” بنشر اليأس و مظاهر الإحباط ,,, و”التبرير العاطفي” لقصص و أحداث الإنتحار . (وهذاما يحدث علي أرض الواقع بإستغلال كافة الظروف و المبالغة فيها و في تأثيرها او حتي دون المبالغة)

تنتقل “عدوى الإنتحار” تدريجيا إلى النفوس العامة, وإن لم يقبل أحدهم على “الإنتحار الجسدي “…إنتحر نفسيا، وتلك نفوس وقعت في بئر اليأس و الإحباط و فقدان الأمل و الرغبه في الحياة و فقدان الإنتماء لأي شئ…. حينها إن ظهرت بوادر أمل لا يسرعون إليها، و كأنهم لا يرون، و لا يكون هناك إنتماء لأي شئ حتى لذواتهم..!

مقالات متعلقة بالموضوع

فتكون النتيجة ” إنتحار جماعي “، ولكنه نفسي و هذا ما سمعناه تحت مصطلح ” الإنتحار القومي “…!!!!

وختاما… فلابد أن يكون ” للإعلام ” دور وقائي تحفيزي , صانع أمل.. بالتركيز علي كل إيجابي كتأثير مضاد لـ”تأثير فيرتر” فيما يعرف بـ ( تأثير بابا جينو المقترح، وفيه فإن تغطية آليات التكيف الفعالة قد يكون لها تأثير وقائي. ويستند هذا المصطلح إلى شخصية في أوبرا موتسارت التي تحمل اسم الناي السحري، حيث أقدمت هذه الشخصية على الانتحار خوفًا من فقدان أحد الأحباء حتى قام الأصدقاء بمساعدتها على الخروج من هذه المحنة)

…أما دور الدولة فهو “تحديد الرؤية”  ففي الرؤية أمل، والضرب بيد من حديد علي أغبياء و سفهاء ممن يساعدون في بث روح الإحباط ….. ولا أبالغ إن طالبت بمحاكمتهم بتهمة الشروع في قتل و لكنه قتل جماعي و ذلك وقت السلم أما في أوقات الحرب فتهمته لابد أن تكون خيانه عظمي ( و ذلك يحتاج أهل الإختصاص من علماء نفس وإجتماع تستعين بهم الدولة في وضع المعايير المطلوبة لحماية ووقاية النفس الجماعية للمجتمع).

أما دور الفرد فعلي كل إنسان أن” يستثمر في عقله ” لحماية “نفسة” فينجو “بذاته و ذوات الآخرين

أضف تعليقك هنا
نور حسام الدين مرسي

صيدلي يعمل في مجال الدعايه الطبيه وكاتب مقالات ومهتم بمجالات البيع والتسويق علوم النفس والاجتماع والتنمية البشرية والتطوير

شارك
مواضيع مصر

Recent Posts

جبريل عليه السلام

بقلم: رسل المعموري جبريل عليه السلام هو أقرب ملائكة الله إليه، وصديق النبي صل  الله… اقرأ المزيد

% واحد منذ

من فضلك كن نفسك فقط

أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا من لا يزال يؤمن أو متأثر بثقافة المنظرة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

تاريخ الديانة الحنيفية

بقلم: رسل المعموري ""وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا… اقرأ المزيد

% واحد منذ

كيف تحتوي المراهقة؟

ما هي صفات الابن المراهق؟ لسن المراهقة بدايةً بالتمهيد وهو عمر ما قبل سن المراهقة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

بين قمم الأطلس وخضم الريف: شهادة امرأة حرة عن جمال وتنوع المغرب الأمازيغي

أنا فخورة بأنني أمازيغية مغربية، فاللغة الأمازيغية تحمل في طياتها عمق الإحساس وجمالية الطبيعة والثقافة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الدراما السورية..نهوض الفينيق!!

لطالما كان الوقوفُ على قدمين منتصبتَين، أو ربّما على قدمٍ واحدة، أو ربما النهوض بلا… اقرأ المزيد

% واحد منذ