على حساب نفسي

بلغت من العمر سبع وعشرين عاما وما زلت ابحث عن ذاك الشيء الذي ينقصني ، فلما بلغت التسعين بدأت افهم ما يدور حولي .

كما اريد

بدأت اعيش من أجل نفسي وبدأت أعيش كما اريد .. لطالما قمت عن طبق الطعام وإذ لا زلت جائعا أو تركت نصف كوب العصير وأنا اشتهيه ، وفي الشتاء لطالما لبست ثيابا جميله تسر الناظرين الذين يكادون يسمعون صوت رعشة جسدي وارتجاج اسناني ، وكم لبست ساعات لاصدقائي ونظارات شمسيه بسعر لم اكن اتخيل اني ساحصل عليه … ولا انسى ذاك الهاتف الجميل الذي اشتريته ويعتصرني الندم كلما طرق صاحب الاقساط باب بيتنا .. المهم ان يكون “ماركه” .. المهم ان يلفت انتباه الجميع ، المهم ان اتميز ،، لكني مؤخرا بدأت اصحو من غفوتي وافهم اني كنت اواري نقصي خلف تلك الاشياء ،، نعم كنت اخفي شيئا من الجبن والحمق وشيئا من الجهل والتخلف وراء ممتلكات ليست لي وكل ذلك فقط لارضاء الناس.. تخيل ان تعيش من اجلهم وتمضي بك الايام وانت مكانك من غير نتيجه ولا اي نجاح .. والسبب ان احلامي كانت اكبر مني بل اكبر منهم كذلك او على الأقل كنت اريد ان اكون مثلهم … واعيش واعيش وانا اكذب على نفسي ،،، يا لحماقتي وسذاجتي …

منذ سنين

منذ سنين ليست ببعيده اخذت على عاتقي أن أعيش كما اريد ءنا وليرضى من رضي ويأبى من أبى فلا أبالي ما دمت مرضيا لربي … تعلمت انهم يملكون أكثر مني لكنهم ليسو افضل مني .. تعلمت انه لو تسنت لي الفرص التي عاشوها سأكون أفضل منهم أو على الاقل مثلهم ،، لكنني اطمن نفسي وارضيها بأنها ارزاق قسمها ربنا علينا ولن ننال من الدنيا الا ما قسمه الله لنا … تعلمت ان المال يعطيه الله لمن يحب ومن يكره لكن الله لا يعطي الهدايه الا لمن يحب .. وقررت ان البس ذلك الحذاء القديم “المريح” وسألبس ذلك الجاكيت الباهت “الدافئ ” وسألبس بنطالي الواسع وربما البس تحته بنطالا آخر …

حقيقة

:::بدأت أشعر بالسعاده لاني بدأت أعيش كما اريد وعلى قدر استطاعتي ، لن اجوع بعد اليوم ولن اشعر بالبرد ،، وأقول لصديقي الغني الراقي” البرستيجي” عذرا لم تعد تغريني الشوكه في المطعم ولا البنطال الممزع ، صدقا لم اعد التفت لشعاراتك كلها … احمد ربك لملعقة الذهب التي ولدت معك …

بلغت من العمر سبع وعشرين وعقلي بلغ المئه وخمسين ،، وبعضكم فهم مرادي والقليل ما زالو في العشرين …

فيديو على حساب نفسي

أضف تعليقك هنا