الأقسام إسلام

كفانا اختلافاً

المسلم الحيادي

أنا مسلم ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله علية وسلم .
أنا مسلم لست سنياً ولا شيعياً ، لا صوفياً ولا أباضياً ولا ما شئتم من اسماء وطوائف .
أنا مسلم دستوري القرأن ومنهجي ان اعبد الله كأني أراه فإن لم أكن أراه فإنه يراني .
أنا مسلم اعلم أن الإثم ما حاك في نفسي وكرهت أن يطلع عليه الناس ، وأن المؤمن ليبلغ بحسن الخلق درجة الصائم القائم .
أنا مسلم وأعلم أن يوم القيامة اقرب الناس منزلة من نبي الهدى علية الصلاة والسلام والذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق  هم احاسننا أخلاقاً .
أنا مسلم واقول كفانا اختلافاً وفرقة ، كفانا انقساماً وحرقه ، كفانا شتاتاً وقتلاً .
لقد رفضنا غيرنا حتى تشبعنا رفضاً ، ثم انقسمنا على أنفسنا حتى تشبعنا انقساماً .
لقد تشربنا الانقسام والاختلاف حتى اصبح بعضنا يعتقد انه لنكون على صواب فلابد ان نختلف ثم يولد اختلافنا انقساماً .
لقد اختلفنا حتى أفسد الخلاف كل قضيه ، ولم يعد للود بيننا اي قضيه .

انقسام و تشتت الاسلام

انقسمنا حتى لم يعد يكفينا اننا منقسمون الى فرق بل وتشعبنا الى الف فرع وفرع ، اليوم اصبحنا كخلية تنقسم على نفسها في متوالية هندسية تكاد لا تنتهي ، فالسنة الى مذاهب والمذاهب الى فرق ، والشيعة الى طوائف وفرق متناحرة ، اما الحديث عن الطرق الصوفية فلا يكاد ينتهي بعد ان وصلوا الى الف طريقة وطريقة .
لقد أصبحت كل فرقة وطائفة لاهم لها إلا أن تثبت كفر من خالفها وانهم الى النار سائرين وهم الذين على الصواب ثابتين وبالحق منصورين .
رحم الله الدكتور والمفكر الإيراني علي شريعتي القائل ( شكراً لكل إنسان مشغول في نفسه ، يستغل عمره في محاولة دخول الجنة بدلاً من هدر الوقت في إثبات أن غيره سيذهب إلى النار ) .
لقد كان لوالدي حفظه الله صديق من جنسية عربية مسيحي الديانه ، ولا ازال اذكر ذلك اليوم الذي تناول طعام الغداء في منزلنا فما ان خرج من باب المنزل حتى بادرت والدي بسؤال بكل براءة الاطفال ( العم فلان غير مسلم كيف يقول بسم الله قبل الأكل ؟ )
فأجابني بكل حكمت الكبار ( انا قلت غير مسلم ولم اقل كافر ، هو يعبد الله مثلنا ولكن على دين مختلف عن ديننا دين عيسى عليه السلام )
هكذا وبدون اي تفاصيل وبدون اي شرح لا يفهمه عقل طفل صغير او مراهق طائش ، كلمات بسيطه زرعت في داخلي الى اليوم احترام كل الأطياف وكل البشر رغم اختلاف عقيدتهم وديانتهم ، كلمات علمتني بأننا في دار العمل ودار الجزاء لها موعد تجزى فيه كل نفس بما عملت .

أهمية عودة اتحاد الأمة الاسلامية

لذلك فاليوم وفي الوقت الذي تسعى فيه العديد من الأمم إلى الاتحاد رغم اختلاف  أعراقها ولغاتها فنحن امة احوج للاتفاق والاتحاد مع انفسنا ، اليوم نحتاج الى ان نتصالح مع انفسنا وأن نزرع في نفوس أبنائنا اهمية الاتفاق والاتحاد ، وان نسعى لان نخرج للعالم جيلاً يحترم الانسان بغض النظر عن دينة وعرقه فضلاً عن مذهبه وفرقته .

ختاماً يقول الله تعالى في كتابة الكريم : (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً ۚ وَاللَّهُ قَدِيرٌ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [سورة الممتحنة 7 – 8]

مقالات متعلقة بالموضوع
فهل سنبر بغيرنا ونقسط اليهم ونحن في أوج اختلافنا وفرقتنا ؟!
ولكن عسى الله ان يجعل بيننا مودة وأن يغفر لنا وان يقلب اختلافنا اتفاق وفرقتنا اتحاد وألفة .
فيديو مقال كفانا اختلافاً

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

جبريل عليه السلام

بقلم: رسل المعموري جبريل عليه السلام هو أقرب ملائكة الله إليه، وصديق النبي صل  الله… اقرأ المزيد

% واحد منذ

من فضلك كن نفسك فقط

أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا من لا يزال يؤمن أو متأثر بثقافة المنظرة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

تاريخ الديانة الحنيفية

بقلم: رسل المعموري ""وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا… اقرأ المزيد

% واحد منذ

كيف تحتوي المراهقة؟

ما هي صفات الابن المراهق؟ لسن المراهقة بدايةً بالتمهيد وهو عمر ما قبل سن المراهقة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

بين قمم الأطلس وخضم الريف: شهادة امرأة حرة عن جمال وتنوع المغرب الأمازيغي

أنا فخورة بأنني أمازيغية مغربية، فاللغة الأمازيغية تحمل في طياتها عمق الإحساس وجمالية الطبيعة والثقافة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الدراما السورية..نهوض الفينيق!!

لطالما كان الوقوفُ على قدمين منتصبتَين، أو ربّما على قدمٍ واحدة، أو ربما النهوض بلا… اقرأ المزيد

% واحد منذ