رهبة الثانوية وفشلنا

دخول الثانوية العامة

إنني فى السابعة عشرة من عمري وقريبا سوف أكون طالبة ثانوية عامة، طالبة يتحدد مصيرها بمجرد ورق، طالبة تتبع نظاما فاشلا في دولة فاشلة ومجتمع عقيم، لم أكن لأدرك حقيقة ما نحن فيه إلا بعد دخولي الثانوية العامة وتعرضي لكل هذا الفشل والإحباط والخمول الذاتي، لم أدرك أنها تستحق كل المعاناة. لماذا كل هذه المعاناة التي لا جدوى منها أبدا؟.

لمَ علينا اتباع هذا النظام الاحتكاري الساذج الذي يلعب بعقول البشر وبأعصابهم طوال فترة الثانوية، إنها ليست فقط معاناة طلبة، بل ومعاناة أهل أيضا. من حقهم ضمان الاْمان والاستقرار لاْبنائهم، ولكن كيف ذلك وهم يرون الورود تذبل أمامهم كل يوم؟.

الوضع لحالي لنا

هل ندرك حقيقة ما نمر به من توتر أعصاب وعدم اهتمام بنا من قبل المجتمع،  كيف تسمحون لورق وبعض المناهج الخفيفة والفروض التعليمية الفاشلة والقواعد التي تؤيد حرية الطلبة، وعندما نطلب الاهتمام من الدولة لا نجد غبر الاهتمام السيئ كجعل الامتحانات أصعب وجعل المدارس حالتها تسوء أكثر من البداية، كإهمال المدرسين للطلبة، وعندما يبدو أنهم مهتمون يقسون على الطلبة.

هذا هو مجتمعنا يا سادة، وهذا هو تعليمنا الذى لا نفتخر به أبدا، وأرى أننا نستحق أن نخرج من التصنيف العالمي للتعليم بسبب هذا التقدير والمعاملة السيئة للتعليم، والإهمال السيئ الذى أدى إلى دمار الدولة، اجتماعيا وثقافيا. يجب أن ندرك أننا نمر بمرحلة من أسوء مراحل التعليم لدرجة أننا لم نعد نهتم بالمتعلم أو الجاهل، ونسبة الاْمية فى زيادة مستمرة. والكل فة غفوة ليس لها نهاية.

حياة الطلبة

الطلبة يتألمون يوميا من الفشل والعدوانية الذاتية التي تحيط بهم، والأهل دائما يلومون أولادهم بأنهم لا يهتمون بمذاكرتهم، ولكن لا يعلمون كم تكون النفس مكسورة، والإحباط يملأ العقل، والخنقة تحيط النفس تجعلك تفقد الشهية عن الطعام والشراب والدراسة. إن الفشل يكسر الأمل دائما، ولا نجد المصدر لتجديد الأمل، وحينها يتوقف الإنسان عن ممارسة حياته الدراسية بشكل سليم.

ولا نسأل عن السبب لأنكم تؤمنون بأنكم دائما على حق، إن اولادكم فاشلون. أكبر وأقسى سبب يجعل الإنسان يفشل عدم محبة الجميع له وعدم إيمان الآخرين به، وخصوصا الأهل يجب أن تؤمنوا بهم، لكي يؤمنوا بذاتهم، ويجب أن تكونوا مصدر الإلهام لهم ومصدر البهجة وتخفيف التوتر بدلا من زيادته لهم، فهم لا يستطيعون إكمال الطريق وكل هذا الفشل والعدوانية تحيطهم.

لا تجعلوا منهم نسخه منكم وأنتم تظنون أنكم ناجحون، لكن هذا وهم توهمون به أنفسكم لتطلوا بصورة جيدة أمامهم. تمنوا لهم أن يكونوا ذاتهم، وليس نسخة من أي شخص مهما كان ناجحا، فلكل شخص نضاله وإيمانه الخاص في الحياة ويحب احترام ذلك، اجعلوهم يخوضوا الحرب وحدهم، ولكن كونوا بحانبهم.

فيديو مقال رهبة الثانوية وفشلنا

أضف تعليقك هنا