العقاب وأثره التربوي في توجيه سلوك المتعلمين

 بقلم: د. إبراهيم بابكر الحاج عبد القادر

تُعد المدرسة مؤسسة تربوية وتعليمية تعمل على تنمية المجتمع ، كما أن لها دورٌ فاعل في تغيير المجتمعات تعجز عنها كثيرٌ من المؤسسات الاجتماعية الأخرى ، ومن منطلق هذا الدور الطليعي لهذه المؤسسة وضعت المدرسة مهمة كبيرة على عاتق المعلم.

دور المعلم

فلم يُعد دور المعلم حشو أذهان الطلاب بالمعلومات والمعارف فقط بل أصبح دوره مؤثرا في تربية الطلاب ، وتكوين شخصياتهم وتعديل سلوكهم ، وتكوين اتجاهاتهم ، واكتسابهم العادات الصحيحة التي تجعل منهم أشخاصا لهم دورهم في المجتمع ، فالمعلم له أدوار مختلفة ومتنوعة في المدرسة كمؤسسة تربوية وتعليمية ، فهو موجه ومُقوم ، ومربي ، وغيرها من الأدوار المختلفة والمتعددة التي وضِعتْ على عاتقه.

أساليب فرض النظام والانضباط

لذلك قد يلجأ المعلم إلى أساليب فرض النظام والانضباط في داخل الفصل وضبط سلوك الطلاب خارجه ، ويتطلب ذلك استخدام المعلم عدد من الأساليب والأدوات ، ومن الأساليب الشائعة والمستعملة في معظم المؤسسات التربوية والتعليمية أسلوب العقاب بنوعيه الجسمي والمعنوي ، ويعتبر العقاب من أقدم الوسائل التي يستخدمها المعلمون في المدارس لفرض النظام والانضباط وتغيير السلوك لدى الطلبة ، ولكن أحيانا يقوم المعلم باستخدام العقاب بطريقة سالبة متجاهلا آثاره على شخصية المتعلم.

الأساليب التربوية

فالعقاب من الطرق والأدوات التي يستخدمها المعلم كثيرا في المدارس والمعاهد التعليمية لتغيير سلوك المتعلم ،وأسلوب العقاب  له أثرٌ كبير وفي نفسية المتعلم منها الإيجابي ومنها السلبي في العملية التربوية والتعليمية يتعرض المتعلم لأسلوب

العقاب

العقاب بأنواعه المختلفة وطرقه المتعددة من جراء ما ارتكبه من أخطاء أو إخفاق في واجباته التعليمية ، والهدف من العقاب هو تعديل سلوك المتعلمين وإصلاحهم ، وحمايتهم من الوقوع في الأخطاء التي قد تعود عليهم بالأذى ،  فلا بُدَّ من معاقبة المتعلم لتعديل سلوكه السالب ، وكذلك يجب معاقبة المتعلم لكي نحمي المجتمع والبيئة التعليمية من السلوكيات السالبة والضارة ، والحدّ منها حتى لا يمتد تأثيرها لغيره من المتعلمين ، والمشكلة هنا تتعلق باستعمال العقاب كوسيلة تعليمية وتربية ، فكثيرٌ من المعلمين يستخدم العقاب بطريقة خاطئة مما يؤدي إلى أثر سلبي نفسي ومعنوي لدى الطلبة،

فوائد وأضرار العقاب

فيجب تثقيف المعلم بدور في هذا المجال الحيوي ، وتعريف المعلم بالعواقب التي تترتب على الاستخدام السلبي للعقاب ، وإدراك فوائد وأضرار العقاب حتى يتمكن المعلم من إصلاح المتعلم ، وبالتالي تتكون لديه عادات طيبة ، عندئذ يكون للعقاب أثرٌ إيجابي على نفسية المتعلم ، ويسهم في زيادة عملية التعليم والتعلم ويدفعه إلى المزيد من التفوق وتصحيح الأخطاء وتعديل سلوكياته.

أما إذا استخدم المعلم العقاب بطريقة غير تربوية فسوف يؤدي ذلك إلى نتائج سيئة في نفسية المتعلم ويترك أثرا سالبا في نفسه يصعب معالجته في المستقبل ، حيث يقود العقاب السلبي إلى تدني مستوى المتعلم في التحصيل الدراسي والهروب من المدرسة والعدوانية اتجاه زملائية والمعلمين والمجتمع ،واستخدامه بقسوة ، والتمادي في إلحاق الضرر يؤدي إلى أثر سلبي على نفسية المتعلم ، فقد يجعل المتعلم يشعر بالذّل والخجل ، والشعور بالخجل والذّل ، فيكون من معوقات التعليم والتعلم لدى الطلاب، فعلينا أن نستخدم العقاب وسيلة للتنبيه وإثارة الشعور الذاتي للمتعلم بالتقصير والتهاون مما يدفع المتعلم إلى محاولة بذل جهدا كبيرا للتعلم وتحقيق النجاح والرضي . وبالله التوفيق والسداد

 بقلم: د. إبراهيم بابكر الحاج عبد القادر

 

أضف تعليقك هنا