عندما يسمع البعض كلمة الثقافة يعتقد أن الأمر منوط فقط بالدراسة و المدارس و الجامعات و الكتب و القراءة فقط ، الثقافة كالعلم إنها نور و أنا أقول أنها سلاح أيضاً و مفتاح لكثير من الأبواب الموصدة ، قد يجهل البعض أهمية هذا الأمر في حياتنا اليومية على صعيد المثال عند تحدثنا مع الآخرين أو عندما يتحدث الآخرين لنا .
قد لا يكون مثال جيد للحد الذي أردته و لكن من الصعب أن تضع مثال على أمر يُعتبر متجذر في كل سلوك و في كل فكرة و في كل حديث و في كل شيء يبدر منك ، إن الثقافة متغلغلة في كل شيء فالثقافةحضارة ، و الثقافة حسن التصرف و المعاملة ، و الثقافة تفكيرٌ سليم أرأيت ما أرمي إليه ؟ الثقافة ترفع أمم و تُهبِط الأخرى و قد تكون سبيل نجاة في المقابل قد تكون درب هلاك إذا فُقدت وستعرف ماذا أعني.
تبدأ الثقافة بالتطور و النمو معك منذ سن تمييزك للأمور من حولك و معرفة الخطأ و الصواب و الخير و الشر و الجيد و السيء و الممدوح و المذموم و ما هو في صالحك و ما هو ضدك ، تبدأ بالنمو مع كل تجربة و مع كل موقف و مع كل كتاب تقرأه و مع كل قصة تسمعها و مع كل درس في حياتك أو مدرستك .
تخيل لو أن الثقافة لم تكن موجودة !! لما و جد مخترعون ، و ساد الجهل بين الناس ، و لَما بنيت الحضارات لأن الثقافة مفتاح الشعوب لبناء حضاراتهم ، إذا أردت أن تتعمق في حضارة ما ستدخل عليهم من باب ثقافتهم و ستجد بيئة عيشهم و تفكيرهم في أتم وضوح لك و تستطيع حينها أن تعرف ما أخطؤا فيه و ما أبدعوا فيه ، و ستأخذ الإيجابيات و تتجنب السلبيات و ها قد أصبح لديك حضارة أخرى أقوى و أفضل من التي سبقتها ، و هكذا كانت كل أمة تتعايش فأغلب ما كان سلبياً فالأمة السابقة لها يختفي و يُمحى عند اللتي تليها.
الثقافة متعددة و كثيرة و هذا ما قد يجعل أي خلل في أحدها كفيل بأن يهدم دولة كاملة و يهدم شعباً و يهدم جيلاً كأن لم يكن ، في رأس الهرم الثقافة السياسية : و ترتبط بالقضايا المصيرية التي تخص أمور الشخص ، و خاصة فيما يتعلّق بدينه و مذهبه و حريته الشخصية ، فبدونها أو بوجود خلل فيها سينتج عن ذلك الحروب و التفكك و الإنقسام كما نرى معظم الدول العربية هي من بدأت بإشعال فتيل نار هلاكها بسبب نقص ثقافة شعبها من الناحية السياسية ،
و هي متعلقة بالعادات و التقاليد التي تعتمد المجتمعات عليها في بناء حياتها و ضمان تحقيق حياة كريمة و سعيدة ، عن طريق تطبيق قواعد و قوانين خاصة ، يُلزم بها الأفراد دون رقابة أو وصاية و المجتمعات التي تكون غير مثقفة تكون مشتتة و تكون مليئة بمن يدعي الصواب و كلٌ يغرد خارج السرب و ينتقد مبادئ الآخر و قيمه ،
و هي التي توحّد جهود الجميع باتجاه واحد ، و هي القيم و الأخلاق العالية لتحقيق سمو النفس و رقيّها للصلاح ، و بعث روح المسؤولية لديهم ، و ترغيبهم في العطاء ، و قيادة المجتمعات الفاسدة إلى الصلاح ، و بدونها لن تجد لا ناصح و لا من يستقبل النصيحة و أعتقد أن من أسباب هلاك الأمم السابقة أن ثقافتهم الدينية كانت معدومة لذلك لم يكن هنالك بينهم من ينكر الخطأ و اذا كان هنالك من ينصح فما هم بمستمعين.
أي أنها صنيع الإنسان فهي مكتسبة و لكن من الإنسان نفسه و قابلة للنمو والتغيّر و الإنتشار عبر اللغات و الأفكار و الأعراف و العادات و التجارب و هي مستمرة التطور بسبب أن مصدرها ليس من شيء محدد كما ذكرت سابقاً ، فهي شيء منذ نعومة الأظافر حتى الممات تكتسبها من كل شيء حولك بنفسك و أنت من تستطيع تنميتها أو تجاهلها ، و لكن لا أعتقد أن الشخص العاقل قد ينزل في ميدان حرب بدون درعه أو سيفه ، فالحياة أشبه بمعركة و أنت تحارب فيها حتى تموت ، لذلك بعد أن قرأت أخبرني ، إذا مالثقافة كسيفٍ و أنت حاملهُ أتخافُ في معركةِ الحياة أن تُهزمَ ؟.
بقلم: رسل المعموري جبريل عليه السلام هو أقرب ملائكة الله إليه، وصديق النبي صل الله… اقرأ المزيد
أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا من لا يزال يؤمن أو متأثر بثقافة المنظرة… اقرأ المزيد
بقلم: رسل المعموري ""وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا… اقرأ المزيد
ما هي صفات الابن المراهق؟ لسن المراهقة بدايةً بالتمهيد وهو عمر ما قبل سن المراهقة… اقرأ المزيد
أنا فخورة بأنني أمازيغية مغربية، فاللغة الأمازيغية تحمل في طياتها عمق الإحساس وجمالية الطبيعة والثقافة… اقرأ المزيد
لطالما كان الوقوفُ على قدمين منتصبتَين، أو ربّما على قدمٍ واحدة، أو ربما النهوض بلا… اقرأ المزيد