سلاما لروحك العذبة

بقلم: سناء جبار

“أمي” في آخر يوم

كانت بآخر أيامها تحتاج جهاز الإنعاش الرئوي الذي يحتوي على بخاف فينتولين كل يوم…بل أكثر من مرة باليوم احيانا، لكن في اسبوعها الثالث بعد وعكتها الأخيرة بدأت تتعافى وبدا انها لم تعد بحاجة حتى للعلاج غير أني تعودت أن التزم بنصائح الطبيب بحذافيرها..

كيف لا وهي أغلى ما أملك في هذه الحياة التي لا شيء فيها يستحق الاهتمام…

كانت تقص لي كعادتها كل يوم بالفترة الأخيرة وتتذكر بعض المواقف التي مرت بحياتها، فنتألم لمرار أيامها بنظرات صامتة مرة ونضحك على مواقفها الكوميدية مرة اخرى..

صحبتها الى سريرها فطلبت مني أن اغطيها وكنت سأفعل ككل يوم

وما كدت افعل حتى… صعقت

وصعقت معها…

إلهي ماذا يحدث….

انقلب سواد عينيها بياضا انها ال….لالحظة المهولة التي كنت اخشاها طيلة عمري مذ عرفت الموت أو سمعت به على الأصح..

أرسلت من يحضر إلي جهاز التنفس بكل هدوء وسرعة..

لا ادري حتى اليوم من أين لي كل ذلك الهدوء والصبر وانا أرى أغلى إنسان عندي بالوجود تنسحب روحه بين يدي وانا كلي عجز..

أحضر الجهاز، فهيئته بسرعة لا اذكر كيف لكني فعلت كل شيء بدقة.. حاولت ان أدسه بين فكيها المحكمتي الاغلاق لكن دون جدوى

سرقة الموت لأمي

– أمي افتحي فمك رجاء سأنعش رئتيك..

أدخلت اصبعين من أصابعي محاولة فتح فمها لكن…

كان قد اغلق فيها كل شيء سوى عيناها..

لم تكن تنظر لشيء مما حولها ولا حتى إلي، فقد تسمرت عيناها على نقطة ما بعالم ما غريب ومهيب اجهله انا لكني اكتشفته من خلالها ولأول مرة

انتهى …

لم تعد بحاجة لإنعاش ولا لنسمة هواء حتى..

اسدلت أطرافها بكل يسر وهدوء ثم ضج صراخ بلا صراخ..

ضج صمت بقدر رهبة الموت وانتزاع الأرواح..

رحلت تلك الروح وأخذت معها ما اخذت من روحي…

مرت سنوات طوال بكل ما فيها ولم تزل تلك الدقائق تحفر قلبي كما لو كانت اليوم…

سلاما لروحك العذبة… أمي

بقلم: سناء جبار

رحلت تلك الروح وأخذت معها ما اخذت من روحي…مرت سنوات طوال بكل ما فيها ولم تزل تلك الدقائق تحفر قلبي كما لو كانت اليوم…

 

أضف تعليقك هنا