نسمع دائما بقوالب أعدت وصممت في معامل المتدينين، طالما ترددت على مسامعنا، تنطق بها أفواههم، وتعج بها مقروئاتهم فمن تلك الدرر وجميل الكلم وعظيم الخطب:
فمن حقائق الأمور ان القناعات شيء يكمن في النفوس ولا يتسنى لأي قوة في العالم ان تفرضها على شخص او تسلبها منه، إذن فالقناعه اختصاص رباني له مطلق الحكم في تغييرها وتحويرها اذا شاء، وقد خاطب سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – انك لاتهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء.
خوفهم الغير المبرر من تهويل الأمر وتكبير صورة الخوف مرات عديده من قبل المتدينين على رؤى وأفكار النشء فكان جوهر تأثيرهم ومناط حصيلته،
خلق جيل هش، مرتاب متزعزع الثقة، رسمت في ذهنه الواعي، صورة مفادها بان دينه سوف تنهار اركانه وتتصدع جدرانه حينما تلقى على سمعه فيض من الشبهات، من مفكر بارع، او قراءة في كتاب فيلسوف يغازل العقل والمنطق، فتجده يضع قطنا في أذنيه، مانعا، عازلا، اصوات قادمة، من افواه المختلفين معنا، عقائديا وفكريا، او غاضا بصره خيفة ورهبة، من مطالعة صفحات خطت بأيدي العقلانيين والفلاسفة الزنادقة، وفي أضعفها هروبا من المكان لتواجد احد المغضوب عليهم، او ضالا حل قريبا منهم.
بهذه التوصيفات ولأحكام المسبقة منهم، جعلوا الأسئلة المكبوتة في النفوس على صفيح ساخن، تنتظر لحظه انفجار من اضعف نقاطها قوة وهذا قانون طبيعي يثبت صحته مالم يبادر الى تفريغها والعمل على معالجتها اشباعا بالاجوبة والتفسيرات العقلية والمنطقية لا منعها والحجر عليها.
وهنا نتسائل : هل ديننا بهذا البنيان الشامخ وركائزه المتينة تتهاوى عند التعرض لاي شبهة عابرة اوهزة يتعرض لها من مخالف تسقط اركانه؟
بتصوراتهم الخاطئة وسوء فهمهم، وضعوا شبابنا في انعزال تام عن نفس واريج الثقافات الاخرى، واضعين حواجز صادة عن كل جديد في عالم متغير، بزوغا في الافكار، واستحداثا في الاطروحات تجديدا لها ، واستثباتا منها،
فمع هذا المنع والانفتاح الكلي المعرفي، في عصر العولمة والانكشاف الكلي، لجميع انواع المعارف، على الشبكة العنكبوتية والتواصل الاجتماعي.
أصبحت الاجيال والنشء منها تصارع افكارا استقوها، ومفاهيم اختزنوها منذ صغره، بأنهم يملكون حقائق لا تقبل التشكيك فيها، او اعادة التدقيق والتمحيص لها.
وبين معلومات اخرى انهالت وانبثقت متفجرة عن عيون وسيول جارفة ومكامن تخزين، اريد لها الا تظهر على السطح ولكن بتآمر منها، وبحث عن منفذ نورها وبزوغ فجرها، ارتمت في احضان التكنلوجيا الحديثة فوسعتها، وفكت اغلالها وجعلتها حرة طليقة، فاصبحت صعبة المراس وتمردت على اسيادها، وابت الا ظهورا وابرازا لوجهها الجميل، الشفاف الذي طالما كنا في حاجة ماسة اليها.
هنا ظهرت ألوان عالية الدقة والوضوح، فجذبت الاعين لها، وخطفت العقول واسرت النفوس بحقائقها، وجمال تشكلها، بعدما ألفت صورة قاتمة لفنانين محدودي الابداع والسطحية في التفكير، وبعدا في فهمها وعمقا في معناها، استخدموا فنا احادي الجانب وبريشة لا تستصيغ من الالوان غير أبيضها معنا، او اسودها لمن يقطن في الجهة الاخرى من الضفة، لكنني على تفائل تام من قادم الأيام ينبأ بظهور فنانين مبدعين يستطيعون تشكيل لوحات تضم الكل وتبهر العقول، في متحف عرض يحوي الجميع، ويتبادلوا الاراء في كنف النقد بإطار الإحترام والسلام.
بقلم: رسل المعموري جبريل عليه السلام هو أقرب ملائكة الله إليه، وصديق النبي صل الله… اقرأ المزيد
أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا من لا يزال يؤمن أو متأثر بثقافة المنظرة… اقرأ المزيد
بقلم: رسل المعموري ""وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا… اقرأ المزيد
ما هي صفات الابن المراهق؟ لسن المراهقة بدايةً بالتمهيد وهو عمر ما قبل سن المراهقة… اقرأ المزيد
أنا فخورة بأنني أمازيغية مغربية، فاللغة الأمازيغية تحمل في طياتها عمق الإحساس وجمالية الطبيعة والثقافة… اقرأ المزيد
لطالما كان الوقوفُ على قدمين منتصبتَين، أو ربّما على قدمٍ واحدة، أو ربما النهوض بلا… اقرأ المزيد