لم أنوي ولا أملك الوقت لأعلق على فلم وأن كان من أفضل وأروع الأفلام التي شاهدتها في الآونة الأخيرة، وهو فلم الجوكر. هذاالفيلم الرائع فيه من حبكة فنية وأتقان في التأليف والأخراج بل ومن موهبة عظيمة للمثل قل مثيلة، الى درجة أن الفيلم بأحداثه يأسر عقول وأفئدة المشاهدين ممن لا يعرفون التفاصيل فيعتقدون ويتوهمون أن القاتل هو الضحية، فينال القاتل عطفهم حتى الاستعداد نفسيا لركوب موجة الفوضى معه.
وهنا أحذر لمن لا يريدني أن أفسد أحداث الفيلم عليه أن يقفز فوق هذه الفقرة: الجوكر شاب يحاول جاهدا أن يجد عملا في مهنة كان يتمناها منذ نعومة أضافره وهي أن يصبح كوميديا، لكنه يفشل في تحقيق حلمه، بل يفشل في كل شيء في مجتمع فيه طبقتين الأقوياء الذين استحوذوا على السلطة والمال وهم يصفون أنفسهم بالناجحين ويصفون الأخرين بالفاشلين.
هذاالمجتمع الطبقي غير العادل والقاسي يحرم ذلك الشاب المريض من إعطاءه الدواء الذي لا يملك هو نفسة ثمنه فتتفاقم حالته النفسية، ويضطرب أكثر فأكثر ويسترجع كل ما جرى عليه من ظلم في حياته، و من ثم يبدأ في الانتقال من كل من سبب له أذى، سواء كان جسديا أو نفسيا، وينتقم بصورة هستيرية لا تعصم أحدا من أذاه حتى أمه!.
ذكرني هذا الفيلم وفكرته بما يسمى ب متلازمة ستوكهولم Stockholm syndrome، وهي حالة نفسية تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو من أساء إليه بشكل من الأشكال، أو يظهر بعض علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المُختَطَف معالمُختَطِف. وسميت كذلك نسبة الى العاصمة السويدية ستكهولم حيث اشتهرت في عام 1973 تلك الحادثة حين تعاطف المخطوفون في أحد بنوك ستكهولم مع الخاطفين، فخلال عملية السرقة إحتجز المجرمون عدداً من موظفي البنك كرهائن لمدة ايام. وخلال هذه المدة أصبح الرهائن متعلقين عاطفيا بالخاطفين، رافضين مساعدة المسؤولين، بل قاموا بالدفاع عن الخاطفين بعد انتهاء الازمة. وهذه المتلازمة تنطبق على كثير من أنواع التعاطف بين الضحية والمعتدي كما هو الحال في بعض حالات العنف الأسري.
سبب كتابتي هذه، هو أني لاحظت بعض من الشباب يتخذون من الجوكر رمزا لمظاهرات أكتوبر في بغداد الحبيبة! وهذا تجني علىحقوق هؤلاء المتظاهرين الضحايا، الذين لم يخرجوا بطرا ولا عدوانا، بل خرجوا من هول الظلم الذي تعرضوا له. هؤلاء الضحاياخرجوا مسالمين لا يبغون إلا الإنصاف والإصلاح، فكيف بالله عليكم نساوي بينهم وبين ذلك الجوكر!
ذلك المختل عقليا والمضطرب نفسيا الذي سفك الدماء ظلما وعبثا لا يستحق ألا زنزانة أنفرادية خاصة بالمرضى النفسيين من كبارالمجرمين، وبغض النظر عن أسباب قيامه بالأنتقام من مجتمعه غير المنصف.
مظاهرات بغداد مظاهرات المظلومين والمساكين والجياع، بل وكل الشعب وكل المنصفين ضد الظلمة الفاسدين والقتلة المعتوهين هذه المظاهرات لا تمت بصلة لا من قريب ولا من بعيد للجوكر.
بقلم: رسل المعموري جبريل عليه السلام هو أقرب ملائكة الله إليه، وصديق النبي صل الله… اقرأ المزيد
أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا من لا يزال يؤمن أو متأثر بثقافة المنظرة… اقرأ المزيد
بقلم: رسل المعموري ""وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا… اقرأ المزيد
ما هي صفات الابن المراهق؟ لسن المراهقة بدايةً بالتمهيد وهو عمر ما قبل سن المراهقة… اقرأ المزيد
أنا فخورة بأنني أمازيغية مغربية، فاللغة الأمازيغية تحمل في طياتها عمق الإحساس وجمالية الطبيعة والثقافة… اقرأ المزيد
لطالما كان الوقوفُ على قدمين منتصبتَين، أو ربّما على قدمٍ واحدة، أو ربما النهوض بلا… اقرأ المزيد