الأمان الضائع

لم تعد الأمور والحال ووضعنا كعرب يسير كما في السابق، فالذي يسمى بالربيع العربي قد ضيع وطرد معظم أمان منطقتنا العربية التي شابت بالحروب والإرهاب والدمار والخراب والأمان ضائع كضياع الكثير من الأمور والأساسيات للعيش بالوطن الأم.

ضياع الأمان وانتشار الخوف في الشوارع في أوطاننا

عم الخوف الأرجاء والشوارع والأسقف وخرق الجدران التي داخلها نكون في العالم والمكان الخاص الذي هو الوحيد نعتمد عليه ليحمينا ويشعرنا بالأمان الضائع..الطرقات مظلمة والأحياء لا ينور يطل عليها ولا عصافير تغني بزقزقتها الدافئة سوى صوت محركات الدبابات وسيارات الجيش والرصاص والمدافع والقنابل التي تسمع وتأخذ الأرواح البريئة المظلومة التي لا ذنب لها سوى أنك من سوريا أو العراق..من ليبيا أو اليمن..من المنطقة العربية اذن أنت ارهابي والأخ يقتل أخيه والمسلم يزهق الأرواح بلا حق سوى ظلم في ظلم .

إن الأمان ليس ضائع في الوطن فقط فهو قد شمل تقريبا كل ما يحيط بنا ..فلم يعد أمان مع الأخ الذي اغتصب أخته ولا الأب الذي سلب شرفه من ابنته ولا الابن الذي تعدى على أمه ولا الأب الذي قتل أفراد عائلته لغضب ووقت تعصب ..مع أن هذه الحالة شاذة الا أنها موجودة وهناك من يعيشها بالفعل .

نحن افتقدنا للأمان الخارجي والداخلي

الأمان لا يقتصر على المحيط الخارجي فقط فحتى محيطنا الداخلي مشاعرنا وقلوبنا ونفسيتنا تحتاج الى أمان لا العيش بتوتر وقلق متواصل وخوف من كل شيء أو من بعض الأشياء فهذه الأشياء موجودة ولم يعد الأمان الذي نوفره نحن لأنفسنا كاف بأن يحمينا ويبعد عنا كل خطر قد نقع فيه ..قدراتنا وامكانياتنا غير كافية بالقدر الذي يقوي موقفنا في المواجهة والتصدي لكل ما هو غير جائز وغير مشروع وغير مسموح.

لمن الشكوى ..الفاقد للأمان لمن يقدم شكوته للوطن الذي سلب حقوقه ووطنيته وقيمته كمواطن مكرم على أرضه أو للمقربين الذين رأينا منهم العجائب والغرائب أو للعدو الذي يطاردنا بكل الأماكن والأوقات ليتم القضاء علينا بلا رحمة ولا شفقة .

على من يكون اللوم في افتقادنا للأمان؟

لا ندري على من نلقي اللوم على الزمن أو أصحاب هذا الزمن..على السلطة أم على أنفسنا..أين الخطأ..أين المعضلة..أين العقدة التي لا بد من فكها لتنفك معها أمور عالقة وأسرار مخفية؟ فالكل يبث الخوف في النفوس وعلى أرجاء السطح ومحاسبة الأبرياء للضغط على الظالمين المتهمين.

سرقت من الطفل العربي لعبته والحديقة التي في بيتهم والأراضي الخضراء التي اما تم حرقها أو أخذها كمعسكرات للمعركة والحرب ونقطة استهداف ممتلكات الشعب ..سرقت من الأم أبنائها ورفيق دربها ..فالبيوت العربية بها الألاف من الأرامل والضحايا الذين تم استعمالهم كاستهداف للرد على المذنب الرئيسي.

الأمان ضائع فهذا ينهب في هذا وهذا يحاول أخذ راحة وطمأنينة ذاك والرؤوس متساوية في ساحة الوضع المتأزم الكارثي الخطير.

نحن بحاجة العودة إلى الله والقرب منه

أقوى ما نحتاج اليه هو القرب من الله لنعي ما نحن نقوم به أو قمنا به ونبتعد عن ما يضرنا ويضرنا من حولنا..ان القرب من الله خلاص ونجدة وايجاء الأمان الحقيقي الذي لا يضيع ولا يغيب ولا لأحد يستطيع الوصول اليه بطرفة عين فقط..بعدنا عن الله جعلنا في جهنم على الأرض نتخبط في نارها يمينا ويسارا ولا من رحيم ينهي هذه المحرقة المذبحة المعاناة والمأساة

فلدى الضعيف الذي لا حول ولا قوة له الا الله الذي يهبه سلاح قوي يحارب به ويجلب أمانه وأمان من حوله ..فلو تركنا أنانيتنا جانبا لتخلصنا من كل ما نعيشه بقرب من الله يخلصنا ويزول دون صعب ومصائب وكوارث عنا.

الأمان قد ضاع من بيوتنا وقلوبنا وأنفسنا، الأمان ضاع من القريب فماذا ننتظر من البعيد، الامان الضائع لم يقتصر على الوطن فهو قد انتهك حرمة كل الاماكن بلا دين ولا اخلاق ولا مبادئ ولا انسانية.

فيديو مقال الأمان الضائع

أضف تعليقك هنا