غُـــربــاء..!

لا شيء هنا يولهمنا نحو يقظة الحلم العصي في هذه الأرض التي يصعب للعقل أن يحتوي فراغ جغرافيتها أو معالمها نحاول أن نتأقلم ونتصنع في أنفسنا وطنية لإقامة دائمة لكن عبثاً أصبحنا مُجرد تائهون نتتبع بصيص لأمل مجهولـ خلف أسوار مُدنها الخرسانية وبين تفاصيل الطرقات وفخامة المكان وتقلبات الجو ،ورفاهية الواقع المحيط لم نفلت من دفع الضريبة بل كُنا مع موعد جعلنا نتعالى عن كبريائنا الوطني ومسميات الإنتماء الذي أصرينا أن نتمسك به رغم الرفض الذي صادفناه خضعنا لتجربة هي أكثر ألماً من غيرها.

ما أفجع العيش في بيئة أكثر غرابة

إنتابت الذات تساؤلات جعلتنا نتحدث قولاً : ما أفجع العيش في بيئة أكثر غرابة كل مافيها مُعتق على حساب جمال الطبيعة ورونقها تفاجئك مشاهد قاسية وتصرفات طارئه قد توحي لك للوهلة الأولى بحجم الإنبهار العفوي الذي قد يجعلك وفي لحظة عابرة وأنت تتسلل العواطف خجلاً من ظلك تعاتب مجيئك المفاجئ لمثل هذه المُدن الخاليـة من جمال المكان وحنيت المعالم.

غُرباء في منفى الأماني والدروب المُغلقة

غُرباء في منفى الأماني والدروب المُغلقة ننتظر لحظة الإنفراج القريبة لحالـ واقعنا المشوه بخداعات التوقعات المُحتملة التي ربما بالغنا ونحن ننسج خيال الحلم عليها..خيبات البيئة وحدها أيضاً من تكشف لك العجز الحاصل في بنك أهدافك المؤجلة التي أصبح لا جدوى من تفعيلها في ظل حجم هذه التراكمات المفروضة إجباراً عليك.

أصبحنا وحيدين نصارع مرارة العيش الصعب ونتجرع سُم الغربة

حاولناً تكراراً أن نأمل وأن نصيغ الأفكار خارج إطار العشوائية وخارج هذا المكان الذي يجعل جزء من أمالك معطلة ولا تنفع أن تجد فيها سبيل لعبور الأزمة كم كُنا بُخلاء ونحن نحلم ونعيش لحظة الحلم المفقود لم نعطي مُتَسع لمُحاكاة الحدث الفرائحي بعيداً عن هشاشة التفكير والعقل الرخو..أصبحنا وحيدون نصارع مرارة العيش الصعب ونتجرع سُم الغربة بأنوعه نلملم شتات الوحدة أيضاً خجلاً من أن ندخل في حالة إنطوائية الذات..نتألم حتى نعيش نتحمل تقلبات المرحلة نحاولـ أن نتصنع كبرياء وعزة النفس حتى لا نقع في خيبات وإنكسارات المرحلة.

سنظل نتجرع مرارة الكأس لكي نعيش قساوة التجربة

سنظل نتجرع مرارة الكأس لكي نعيش قساوة التجربة، فلا حياة مثالية دون أن يخضع الواحد لإختبارات الحياة، يجب أن نتألم حتى النهاية لا مُتَسع هنا للراحة كلهم أوغاد يترقبون لأخطائك..لإنكساراتك..لضيمك، لا رحمة في قاموس الغُربة تسقط كل مثاليات الإنسانية وتنتصر المادة ،ولكي تعيش عليك أن تدفع مقابل رفاهيتك المخدوعة ثمن كرامتك وإنسانيتك، وأنت بين خيارين : إما أن تخضع أو تكاشف فتصبح مجرد كائن متمرد لا يصلح العيش معه هذه هي التركيبة العقلية لأغلب البشر.

لا مجال للفرح أو التعبير عن تفاصيل يومك، فقط الحنين والتغني بالذكريات

قاسية هي معاناة الغُربة، لا مجال للفرح أو التعبير عن تفاصيل يومك، فقط الحنين والتغني بالذكريات مصيرك المحتوم ليخفف من حجم المُعاناة والبُعد القاسي عن الأهل والحبيب والوطن بكل هذا الضيق المُفعم بالشجن لك أن تصنع مقطوعة لسيمفونية جميله وأنت تنسج من خيالك المُرهف حكاية لمُعاناتك، لكنها ستكون أكثر حزناً وهي تصدح في فراغات المكان صداها قد يكون وحده تعبيراً لنغمة حزن تعاتبك وأنت تحاول تجسد تأملاتك عبر أفكار الخيالـ والدخول في غفوة الحلم المفقود.

نحن في الغُربة مجرد أغاني مُهمله وأوراق خريف مُتساقطة

على هذا وذاك نحن في الغُربة مجرد أغاني مُهمله وأوراقـ خريف مُتساقطة تبحث عن ماء مطر يروي ضماء البعد ويرمم ما أفسده عبث الحنين ،وشجن المُلالات التعزية التي إعتدنا أن نسمعها ونحن نحتضر لحظات الحنين حين تصدح وكأنها رسائل بريد واصله من حبيب مُتعب أهلكته الظروفـ لينتظر عودتك المؤجلة ليجسد لحظة لقاء فرائحية تحتضن فيها أثنين هم ضحايا الحب وضحايا الإنتظار بعيداً عن وهم الإنتظار الطويـل.

فيديو مقال غُـــربــاء..!

 

 

 

أضف تعليقك هنا