كورونا الجائحة التي عجلت ببناء وتمتين العلاقات بين أصحاب المصلحة بالمغرب

إنّ الحديث عن بناء العلاقة بين ومع أصحاب المصلحة يقودنا في البدء إلى الحديث عن مفهوم أصحاب المصلحة وتبلورها في الفكر الإداري والمجتمعي،  وانطلاقا مما تعلمناه خلال هذا المساق ” بناء العلاقة بين ومع أصحاب المصلحة ” الذي قدمه معهد الفضاء المدني لنشطاء المجتمع المدني، ضمن برنامج “بناء وانتاج وتشارك المعرفة حول تنظيم المجتمع من خلال المشاركة”.

أصحاب المصلحة يمكن أن يكون شخصا أو مجموعة

يتبين لنا أن أصحاب المصلحة يمكن أن يكون شخصا أو مجموعة من الأشخاص أو منظمة أو مؤسسة من مؤسسات الدولة أو مؤسسة اقتصادية، أو بمعنى أشمل هي كل الأطراف الفاعلة التي لها مصلحة في وضع معين.

التواصل المبني على الثقة المتبادلة بين مختلف أصحاب المصلحة

ولتكتمل المصلحة العليا، وتفاديا لصراع المصالح لابد من تحقيق وعي مجتمعي يؤمن بالتواصل المبني على الثقة المتبادلة بين مختلف أصحاب المصلحة من أجل تبديد الخوف والايمان بالجرأة بعد التخطيط، من أجل تحقيق تغيير مجتمعي وايجاد حلول منطقية لمختلف العقبات والمشاكل التي تعترض التنمية المستدامة في ظل العدالة الاجتماعية والتعايش البيئي داخل المنظومة المجتمعية.

واذا كانت العلاقات بين الجمعيات وباقي الأطراف تتسم بنوع من التحفظ خاصة مع مؤسسات الدولة، فإن جمعيات المجتمع المدني يطبعها في الآونة الأخيرة نوع من التنافر والحيطة والحذر فيما بينها. الأمر الذي يؤثر سلبا على مردوديتها مع باقي أصحاب المصالح خاصة الساكنة التي تنتظر من المنظم الاجتماعي أن يلعب أدوارا طلائعية من أجل ايجاد حلول منطقية ومفيدة لتجاوز الأزمات والمشاكل ومن أجل تحقيق  تنمية مجتمعية مستدامة.

خلقت جائحة كورونا COVID-19  التي اجتاحت العالم نوعا من الرعب

وقد خلقت جائحة كورونا COVID-19  التي اجتاحت العالم ، نوعا من الرعب حتى في أعتى الدول، وحصدت العديد من الأرواح والمصابين ولاتزال، وتسببت في خسائر مادية لها تداعيات على الاقتصادات والمجتمعات، والمغرب ليس بمنأى عن ذلك، الأمر الذي يحتم على جميع أصحاب المصلحة تجديد وبناء العلاقات فيما بينهم ، من أجل ايجاد حلول مشتركة لمختلف التداعيات المستعجلة والمؤجلة.

توصيات منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة

وتوصي منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة الموجود مقرها في جنيف بتجنب تبادل التحية الجسدية مع الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض المرض والاحتفاظ بمسافة فاصلة معهم لا تقل عن متر أثناء التعامل معهم.

ما هي الإجراءات التي اتخذتها الدول المغربية لحماية مواطنيها؟

وعلى غرار المجهودات والاجراءات الوقائية والاحترازية التي اتخذتها الدولة المغربية بمختلف أجهزتها لحماية مواطنيها وتجنيبهم الاصابة بالفيروس، من اعتماد التعليم عن بعد ومنع التجمعات واغلاق للحدود الجوية منها والبحرية والبرية، وحظر التجوال ليلا وغيرها من الاجراءات، أبان المجتمع المدني بالمملكة على حس المسؤولية والالتزام من أجل المساهمة وفق الامكانات المتوفرة وبتنسيق مع أصحاب المصالح (المجالس الجماعية، السلطات المحلية، الشركات، المواطنون….)، فتم تنظيم حملات توعية لحث الساكنة على احترام التدابير الوقائية والحجر الصحي والالتزام بمتابعه التلاميذ والطلبة لدروسهم عن بعد.

استطاعت هذه الجائحة أن تجمع ما لم يُجمع من قبل

هذه الجائحة استطاعت أن تجمع ما لم يجمع من قبل، فانخرطت مختلف مكونات الشعب المغربي بمواطنيه ومؤسساته وجمعياته،  فتم تسهيل اجراءات التنسيق بين مختلف المصالح وفي تواصل مستمر مع المواطنين من مختلف أجهزة الدولة، وتم تعزيز الأسطول الصحي المدني العمومي بكفاءات القوات المسلحة الملكية والقطاع الخاص والاشتغال في اطار نوع من التكامل من أجل تجاوز الأزمة الصحية التي حلت بالعالم.

تمتين العلاقة مع أصحاب المصالح في المغرب في مختلف القضايا

إلا أن تمتين العلاقة مع أصحاب المصالح في المغرب بشكل أكثر في قادم الأيام وفي مختلف القضايا الوطنية، يقتضي ضرورة العمل على تجديد روح الثقة بين المواطن والإدارة وصناع القرار والقضاء على الحواجز التي تحول دون التواصل بينهما على نحو جيد.

تقوية العلاقة بين المواطن وأصحاب المصالح

وبالإضافةإلى أهمية العمل على تقوية العلاقة بين المواطن وأصحاب المصالح، تقتضي الضرورة تقوية وتأهيل قدرات الفاعلين بما يتماشى مع القضايا العامة والأزمات والمخاطر التي تهدد سلامة الوطن ومواطنيه.

تكثيف دورات تكوينية نظرية وتطبيقية

لهذا وجب العمل على تكثيف دورات تكوينية نظرية وتطبيقية تهم على سبيل المثال لا الحصر: الإعلام والتواصل في زمن الأزمة، التتبع والرصد واستقاء الأخبار والمعلومات من مصادرها الرسمية، كيفية إعداد المناشر والمطويات والملصقات التوعوية، أليات تنظيم حملات تحسيسية ميدانية لفائدة الساكنة، اللوازم والمعدات الواجب توفرها في الحملات التوعوية والنشطة الإشعاعية ذات الصلة بهذه الأزمة أو تلك… دون إغفال أهمية التكوين في مجال الإسعافات الأولية والخدمات الصحية والاجتماعية التي تفرض نفسها في زمن الأزمة.

ومما لا شك فيه أن الإلمام بمجموعة من الضروريات والتوفر على العديد من الآليات علاوة على الموارد البشرية، من شأنه تقوية العلاقة بين المجتمع المدني وأصحاب المصالح، هذه الأخيرة التي تكون في أمس الحاجة إلى المجتمع المدني بمختلف هيئاته المكونة والمدربة والمستوعبة للمستجدات التي تعرفها الساحة.

الأمر الذي يفرض عليها هي الأخرى الانكباب على مدار السنة على توفير الظروف الكفيلة بتأهيل وتقوية الفاعلين وإعدادهم للفترات التي تستدعي العمل بشكل جماعي، يذوب فيه الكل في البحث عن الحل بروح من الجدية والمسؤولية والوطنية، بدلا من تبادل اللوم والعتاب الذي لا يجدي نفعا.

فيديو مقال كورونا الجائحة التي عجلت ببناء وتمتين العلاقات بين أصحاب المصلحة بالمغرب

أضف تعليقك هنا