هكذا تم الحجر الصحي للمغاربة المصابين بمرض “الجذام”

عاش المغاربة قديما أمراضا وأوبئة فتاكة أودت بحياة العديد من الناس، ولعل كتب التاريخ تشهد أنه كان من ضمنها ظهور داء جلدي معدي اسمه “الجذام”، الذي يعود تاريخه إلى عهد الهجرات الفينيقية والقرطاجنية واليهودية والعربية حسب دراسات أجراها الفرنسيون.

كيف كان يتم عزل المصابين بمرض الجذام؟

حيث كان يتم عزل المصابين به من طرف السلطة عن الناس في مكان كان يسمى “حارة” خشية انتقاله للسكان الاخرين، ويكونون باتجاه الرياح ويستعملون المياه الخارجة من المدينة.

أين كانوا يعزلون المريضى؟

وحسب الكتب التاريخية انتشرت حارات الجدامى في عصر الموحدين حيث كانوا يعزلون المصابين بمرض “الجذام” خارج أسوار المدينة، وهم من كانوا يهتمون ويرعون أنفسهم، ففي فاس مثلا كانت تتواجد حارة خارج باب الخوخة، بعدها انتقلوا إلى كهوف خارج باب الشريعة خلال فترة المجاعة بالمغرب بين سنتي 1212 و1230م، ليتم بعدها نقلهم إلى كهوف برج الكوكب بخارج باب الحبيسة.

كانوا يعزلونهم بمكان يسمى “حارة”

أما في مراكش كانت تتواجد “حارة” بالقرب من باب أغمات في القرن 12م، وأسسوا رابطة أطلق عليها اسم “رابطة الغار”، وكانت “واحدة” أخرى أيضا بالقرب من باب دكالة، ولعل أشهر من أصيب به أحد رجال مراكش السبعة يوسف بن علي الصنهاجي الذي كان يعتكف بمغارة عند اصابته بهذا الداء. هذا المرض جعل السلطان أبو يعقوب المنصور الموحدي ينشأ ماريستانا آنذاك خاص بالعميان والمرضى العقليين والمجذومين.

كان المرض متفشٍ أيضاً في دكالة

وكان المرض متفش أيضا في دكالة، حيث ذكر إدمون دوتي في كتابه “مراكش” أنه مر ب”حارة” للجدامى بقرية أولاد سبيطة التابعة حاليا اقليميا لسيدي بنور، ويصف الكاتب الفرنسي تفاصيلها بأنها كانت مكونة من عشرات النواويل يقطن فيها أربعين شخصا، وهي عبارة عن بناء يقيمونه بقصبات طويلة مغروسة في الأرض على هيئة دائرة، ثم يقوسونها ويشدونها إلى بعضها من أطرافها اللينة و محاطة بحجارة لا يشدها الطين، حيث كان يرتدون المصابين بالمرض“الترازة”.

كان يتم دفن المرضى في زاوية منعزلة من المقبرة وتُوارى جثتهم بدون غسل

وقيل في الكتاب أنها كانت الحارة الوحيدة التي كانت موجودة آنذاك في المغرب، وليس هذا فحسب بل حتى أنهم كان يتم دفنهم في زاوية منعزلة من المقبرة وتوارى جثتهم بدون غسل حسب “معلمة المغرب”.

فيديو مقال هكذا تم الحجر الصحي للمغاربة المصابين بمرض “الجذام”

 

 

 

أضف تعليقك هنا