وباء الكورونا واحتمالية استبدال العملات الورقية بالعملات الرقمية

في ظل تصاعد الازمة الاقتصادية بين أمريكا والصين، وظهور فيروس كورونا المستجد الذي أجبر الدول الى فرض اجراءات امنية مشدددة منها حظر التجول مع محاولة البحث عن مصل مضاد للوباء، خرجت منظمة الصحة العالمية بتصريح تحذر فيه المواطنين من إستعمال النقود الورقية كونها تعمل على الزيادة من انتشار الفيروس.

تبادل العملات الورقية من أخطر وسائل العدوى بالكورونا

حيث صنفتها من بين أحد أخطر الوسائل نقلا للعدوى، كما طالبت بإجراءات وقائية في حالة إستعمالها من بينها غسل اليدين جيدا مع تجنب ملامسة الأيدي لمنطقة الوجه، وقد سارع المتحدث باسم المنظمة إلى نصح المواطنين بإستخدام الدفع الإلكتروني بدلا من النقود الورقية هذا ما دفع العديد من الدول من بينها الصين إلى تعقيم عملتها باستعمال الأشعة فوق البنفسجية مع عدم تداولها إلى بعد مرور أسبوعين أي بعد التأكد من أنها آمنة واستبدال ذلك بطرق الدفع التي لا تتطلب اللمس، أيعقل أن يكون هذا السبب الذي سيدفع بنا في نهاية إلى استبدال العملات النقدية بالعملات الرقمية ؟

نشأة أول وأشهر عملة رقمية”البيتكوين”

طرحت فكرة  إنشاء عملة افتراضية لأول مرة عام 1998 في مقال كتبه الآسيوي “ويدي” دعى فيه الى ضرورة خلق عملة يتم تداولها رقميا بعيدا عن أي سلطة هذا ما دفع ب ” ساتوشي نكاموتو” عام 2009 إلى إنشاء عملة رقمية تحت إسم “البيتكوين“، وبالرغم من ان ساتوشي بقي مجهول الهوية لغاية اليوم لا يعرف عنه ما اذ كان شخص أو منظمة أو دولة تنشط تحت إسم مستعار إلى أن هذه العملة لقيت اقبال وترحيب كبير حتى من الدول نظرا للميزات التي تنفرد بها عن باقي العملات.

مميزات العملة الرقمية البيتكوين:

برغم من كون البيتكوين عملة وهمية يتم تداولها عبر الانترنيت ولا وجود لها فعليا على ارض الواقع الا ان مميزاتها الفريدة جعلت منها مصدر ثقة فهي:

  • تعتبر عملة محمية بشكل خاص ولا يمكن لاي أحد اختراق الحسابات الشخصية.
  • كما انها تختلف عن العملات التقليدية بحيث أن المتعامل بها له صلاحية استخدامها تحت اسم مستعار عكس بطاقة الائتمان التي تتطلب كشف الهوية لانها تخضع لسلطة مركزية وهي البنك اما العملات الرقمية لا تخضع لاي سلطة.
  • الى جانب انها لا تحتاج مصانع للانتاج ومواد خام والآلات كالعملات النقدية بل هي سهلة تصنيع تحتاج لحاسوب قوي وسريع وبعض الاجهزة مع برنامج يتم تحميله عبر الأنترنت بالمجان.

اكتساح عملة البتكوين العالم وتغيرها لمفهوم النقد العالمي

عملت “البيتكوين” خلال السنوات الماضية على فرض نفسها حيث صارت من بين اهم العملات العالمية ووسيلة دفع أساسية بالنسبة لأهم الشركات العالمية من بينها ” Microsoft“، كما اعترفت بها بعض الدول منها اليابان وألمانيا ورفضها البعض الآخر، وقد يعود سبب لجوء دولتين كاليابان وألمانيا لتداول مثل هذه العملة الوهمية لخاصية “لبلوك تشين” التي لا تحتويها اي عملة أخرى حيث يقصد ب “blockchain” شبكة غير مركزية تقوم بتخزين أي عملية تحويل يقوم بها المستخدمين.

مستقبل البيتكوين

حاولت العديد من الشركات إخراج “bitcoin” على أرض الواقع في شكل عملات نقدية منها شركة “titan bitcoin“، لكن محاولات بات بالفشل، كما أن اي خروج لعملات البيتكوين على ارض الواقع قد يفقدها مميزاتها الأساسية منها السرية والتشفير.
عرفت عملات “الكريبتو كانسي” هذه السنوات تذبذب في قيمتها بين ارتفاع والانخفاض، حيث وصلت البيتكوين لاقصى ذروتها عام 2017 بسبب كثرة الطلب عليها، وانخفضت مع بداية عام 2020، لكن يترقب ارتفاعها لقيمة خيالية في ظل الظروف الراهنة لا سيما مع منع تداول العملات الورقية هذا ما سيؤدي لا محال  لاعتمادها رسميا كعملة متعامل بها عالميا بدلا من العملات التقليدية.

بقلم: سارة عليم

أضف تعليقك هنا