الإدارة الإلكترونية وأهميتها في التعليم

بقلم: سارة الرشيدي

في زمن باتت فيه التكنولوجيا تلعب دورًا حياتيًا مهمًا للغاية، حيث لم يعد أمرها يقتصر على الفكرة الترفيهية، أو التقرب الاجتماعي، كان لابد من ظهور المناداة بتعميم فكرة التطبيق التكنولوجي على العديد من الإدارات، والهيئات سواء الحكومية، أو الخاصة، وهذا للعمل على تطوير تلك الإدارات، وخلق بيئة أكثر تفاعلية بين أوصال العاملين بالإدارة، وبعضهم البعض، وقد كانت المنظمة التعليمية واحدة من تلك الإدارات التي شهدت مطالبات كثيرة بضرورة تحويلها من الطابع التقليدي اليدوي إلى الطابع الإلكتروني التكنولوجي، ليس فقط داخل المنظمة التعليمية الخاصة بالعاملين فيها، ولكن أيضًا قد يمتد الأمر إلى المستفيدين منها، صحيح أن الفكرة كادت أن تبدو مستحيلة في البداية نظرًا للتقولب التقليدي الذي اعتدنا عليه داخل المنظومة التعليمية، مما يجعل من الصعب تغيير النمط العملي المعتاد عليه، ولكن بالنظر إلى فوائد الإدارة الإلكترونية في المنظومة التعليمية سنجد أن فكرة التخلي عن الهيكلة التقليدية المعتادين عليها فكرة ليست مستبعدة، وهذا من أجل الاستمتاع بتلك الفوائد القيمة التي يقدمها فكر الإدارة الإلكترونية في التعليم.

الإدارة الإلكترونية التعليمية 

هي منظومة إلكترونية تهدف إلى تغيير النهج التقليدي للبيئة التعليمية، وهذا عن طريق استخدام الحاسوب للمساعدة في تسيير البيئة الإدارية، والتعليمية بشكل سلس، وسريع دون حاجة إلى بذل الكثير من المجهود، وإهدار الكثير من الوقت، والتكاليف. وتشمل هذه الإدارة الإلكترونية جميع الاتصالات الداخلية، والخارجية للمنظومة التعليمية بين العاملين، وبعضهم البعض.

ما الذي تهدف إليه الإدارة الإلكترونية التعليمية؟ 

تهدف إلى تطوير المنظمة التعليمية، وتحسين نوعية الخدمات التي يتم تقديمها للمستفيدين، وهذا من خلال التخلي عن الأساليب التقليدية في الإدارة، وانحسار المعاملات الورقية، والروتينية قدر الإمكان لتحل مكانها الأساليب الإلكترونية السريعة، ولتطبيق ذلك نحن في حاجة إلى إجراء تحولات شاملة في كلا من الهياكل، والتشريعات التقليدية التي تمارسها الإدارة، وهذا لكي يتم إتاحة الفرصة لتطبيق ذلك الفكر الجديد.

متطلبات الإدارة الإلكترونية 

هناك عدد من المتطلبات التي يجب توفرها في أي منظومة إدارية لكي يتم تحويلها من النهج التقليدي إلى الإلكتروني منها التالي:

  • بيئة شبكية تمتاز بالقوة، والسرعة، والأمان.
  • كادر بشري لديه القدرة على التعامل مع التقنيات التكنولوجية.
  • كادر بشري آخر لديه القدرة على التطوير المستمر للمنظومة التعليمية، والتعامل مع الأعطال الفنية، والتقنية.
  • بنية تحتية قوية تحتوي على أكبر قدر من المعلومات، ويتم تطوير المعلومات بصفة مستمرة.
  • توفر البنية التحتية الإلكترونية من حيث أجهزة الكمبيوتر المكتبية، والمحمولة.

 فوائد الإدارة الإلكترونية في التعليم 

يعمل تطبيق الإدارة الإلكترونية داخل المنظومة التعليمية على مجموعة من الفوائد المميزة منها:

  • تسريع العمل داخل المنظومة التعليمية، وتوفير الوقت، والجهد، والنفقات المالية التي يتم إهدارها سنويًا على بند الورق، والملفات المدرسية.
  • تساعد الإدارة الإلكترونية الموظفين على التقرب من بعضهم البعض داخل بيئة العمل.
  • تساهم أيضًا الإدارة الإلكترونية في تطوير الإدارة التعليمية، بحيث تمنحها الفرصة لتعزيز فعاليتها لتطوير خدماتها.
  • تحمي البيانات، والمعلومات من الضياع، وتسهل فكرة العثور عليها بشكل سريع، مما يؤدي إلى سرعة اتخاذ القرارات الإدارية بخصوصها.
  • تمكن الراغبين في الحصول على معلومات بخصوص تلك المنظومة التعليمية من الوصول إليها بشكل سريع دون التقييد بفرضية الزمان، والمكان.
  • تمكن كافة العاملين في المنظومة التعليمية سواء المدرسين، أو الموظفين المتواجدين في المدارس من إمكانية إنجاز أعمالهم عن بعد، وهذا بالتأكيد يوفر الكثير من الوقت، والأعباء المالية.
  • تعمل على ربط مختلف المدارس، والإدارات، والمديريات التعليمية، وكذلك الوزارة التعليمية ببعضها.
  • تفرض مبدأ الشفافية عند التمسك بتنفيذها، ولا تترك أي إمكانية لتدخل الوساطة، أو المحسوبية في الأعمال المطلوب إنجازها.
  • تسهل على المواطنين الراغبين في الحصول على الخدمات التربوية، مما يوفر الازدحام على المنافذ التعليمية، والاحتكاك بين المدرسين، والمواطنين، وهذا يتيح للعاملين مباشرة أعمالهم داخل المنظومة التعليمية بشكل من الأريحية.
  • توفر الإدارة الإلكترونية هيكلة تنظيمية مرنة تعتمد على فرق العمل بشكل جماعي، وليس بشكل فردي.

مجالات تطبيق فكرة الإدارة الإلكترونية في المنظمة التعليمية

هناك العديد من الخدمات الإدارية التي يمكن تطبيق فكرة الإدارة الإلكترونية بداخلها منها التالي:

  • شؤون الطلبة، حيث يمكن إنشاء جداول للمشاكل الطلابية، ومتابعتها بصفة دورية.
  • الشؤون المالية، والحسابات، فلا شك أن الاعتماد على إتمامها بطريقة إلكترونية سيؤدي إلى سرعة إجراء العمليات الحسابية، والموثوقية في صحتها.
  • شؤون المعلمين، حيث يمكن متابعة المعلمين من خلال الجداول الإلكترونية، وتقييم أدائهم المهني، وتوثيقه.
  • المشتريات، ونظام إدارة المخازن، وتوثيق ما تحتوي عليه المخازن لمنع تلف، أو ضياع الملفات، ولتسهيل العثور عليها.
  • إدارة الجداول المدرسية، والتوزيعات الخاصة بالفصول، بالإضافة إلى توثيق معلومات الطلاب، والبيانات الخاصة بهم، والسجلات الصحية التابعة لهم.
  • إدارة المستوى الطلابي من خلال جداول الاختبارات، ومتابعة النتائج، والتقارير المتعلقة بهم لرصد تقدمهم.
  • رصد بيانات المعلمين، ومؤهلاتهم، ومتابعة نشاطاتهم التعليمية، ومتابعة الحضور، والانصراف، وأيام الإجازات الخاصة بهم.
  • تنظيم عمل مكتبات المدارس، ورصد الكتب الموجود، والناقصة، والكتب التي تمت استعارتها، ومواعيد تسليمها.

في النهاية من خلال كافة ما سبق رصده لا شك أن فكرة الإدارة الإلكترونية التعليمية هي فكرة ناجحة بكل المقاييس، وستجعلنا نشهد تقدمًا ملحوظًا في البيئة التعليمية.

بقلم: سارة الرشيدي

أضف تعليقك هنا