كوفيد 19 “دروس وعِبر”

يُعد فيروس كورونا أو ما يعرف ب ” كوفيد 19″ مصدر قلق للصحة العالمية، مما حدا بالمجتمع الدولي إلى التعاون والتآزر من أجل إيجاد حل فعال وسريع لهذه الجائحة التي لا تستثني أحدا.إن تزايد عدد الإصابات على المستوى العالمي سيشكل وصمة عار ستترك أثرا طويل الأمد على الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

الانتشار السريع لفيروس كورونا وأثره على التعليم والصحة

في لحظات كانت الدول العظمى تعتبر نفسها أبطالا حقيقيون، لكن سرعان ما تحول الفرح إلى يأس، نحن الذي سنحكي لمن بعدنا عما وقع في العالم، عن وباء ليس ككل الأوبئة، سريع الانتشار، لا يستثني أحدا، وقف العالم بأسره عاجزا أمام عظمة الخالق الذي تحدى الجميع بمخلوق لا يرى بالعين المجردة.إن أكبر تحد نواجهه اليوم هو أن نتجاهل هذه الحقيقة التي أتت لتعطينا عبرا في الحياة. النتيجة المرجوة أن نأتي بترتيب جديد يختلف عن الذي كانت تضعه الدول نصب عينيها (السلطة-الجيش)، اليوم أصبحنا أمام حقيقة مؤكدة تؤكد لنا ما هو أهم من هذا كله (التعليم-الصحة).

إيجابيات فيروس كورونا

هذه الحقيقية ليست وليدة اللحظة فقط رب ضرة نافعة حين أتت هذه الجائحة لتوقظنا من غيبوبة أرهقتنا، ليست وليدة اللحظة لأن الإسلام جاء منذ زمن بعيد بحفظ الضروريات الخمس (الدين والنفس والعقل والنسل والمال).انطلق الجميع نحو إعادة النظر في مجموعة من الأمور التي لطالما عانا منها المواطنون، فكم من نفس أرهقت بفعل الحروب؟ وكم من دولة فشلت بفعل تعليمها الرديء؟، كم من أموال ضاعت في التفاهة والمهرجانات؟ كم من مريض يدور ويجول بين المستشفيات التي تفتقد لأدنى شروط السلامة الصحية عله يجد من ينسيه مرارة المرض؟ كم منا ابتعد عن تعاليم ديننا الحنيف؟ كم وكم وكم …؟

ما هو سبب اتّخاذ الدول تدابير الحجر الصحي؟

العالم اليوم في حفرة مظلمة يغيب فيها الأوكسجين وهو لا يستحملها، مما دفعه إلى البحث عن حلول قد تقيه شر هذه الغضبة الربانية، هذا ما دفع العديد من الدول تتخذ تدبير الحجر الصحي الذي أكد فعاليته في مواجهة هذه الجائحة الهائجة.بعد هذا الحجر وبعد وقوف الحروب، لم نعد نسمع بتلك الفواجع في الأرواح التي تخلفها هذه الحروب بفعل هذا الحجر واغلاق الحدود، وتزامنا مع هذا ظهرت أواصر المحبة من خلال التعاون والتآزر بين كافة أبناء الوطن.

فاتخذت بذلك إجراءات استباقية لمواجهة هذا الوباء العنيد الذي أوقف عجلة الاقتصاد، واضطر معها الكثير من الأجراء إلى ملازمة بيوتهم مما يزيد من معاناتهم بفعل هذه التدابير، ومن ثم تولدت فكرة انشاء صندوق خاص بتدبير جائحة كورونا وذلك من أجل تحمل النفقات المتعلقة بتأهيل المنظومة الصحية ودعم الاقتصاد الوطني من أجل مواجهة آثار انتشار هذا الفيروس والتخفيف من التداعيات الاجتماعية الناتجة عنه تحت تعليمات القيادة المولوية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.عودة المغرب إلى إفريقيا، عودة ميمونة ليس للمغرب فحسب، بل لإفريقيا برمتها، التي استعادت فاعلا أساسيا، لا يجادل أحد في دوره الرئيسي في تنمية القارة الافريقية.

اقتراحات صاحب الجلالة في أفريقيا بشأن كورونا

فبعد عودته مباشرة إلى بيته ظهرت لمسة المغرب على افريقيا، فقد شهدت مجموعة من المشاريع التنموية والشراكات الاقتصادية والسياسية وفي كافة المجالات مما سيعود بالنفع على القارة السمراء.كما أنه وفي ظل هذه الجائحة فقد اقترح صاحب الجلالة إطلاق مبادرة لرؤساء الدول الافريقية تروم إرساء إطار عملياتي بهدف مواكبة البلدان الافريقية في مختلف مراحل تدبيرها للجائحة، وذلك بتقاسم التجارب والممارسات الجيدة لمواجهة التأثيرات الصحية والاقتصادية والاجتماعية لهذا الوباء.

تضامن المغرب مع أفريقيا للحد من انتشار المرض

مما يؤكد بالملموس تعلق المغرب بإفريقيا تحت القيادة السديدة للملك محمد السادس، هذه الخطوة الهامة والمهمة ونحن نشاهد حروبا متطاحنة بين الدول المتقدمة والكبرى التي لا ترى إلا مصالحها الفردية لتجنب تداعيات هذه الجائحة بينما كانت بالأمس القريب تتحالف من أجل أن تضحى قوى عظمى تحكم العالم بأسره، تحت شعار نفسي، نفسي، نفسي.هذا الموقف البطولي يؤكد لنا الحس التضامني بين أبناء القارة السمراء، مما يذكرنا بحديث نبينا عليه أزكى الصلوات “اللهم أمتي، أمتي”، هذا الحديث النبوي يجعلنا نقول أن قول عاهل البلاد بهذا الموقف هو “افريقيا، افريقيا، افريقيا”.

فيديو مقال كوفيد 19 “دروس وعبر”

أضف تعليقك هنا