كيف يساهم المشرف التربوي في تدريب المعلمين في ظل أزمة الكورونا؟

بقلم: أسماء محمود عبد الرحمن بدر

تعددت مراحل الإشراف التربوي بدءاً من التفتيش مروراً بالتوجيه التربوي وانتهاءً بالإشراف التربوي. وبالتالي، اختلفت مهام المشرف التربوي تبعاً لاختلاف المراحل التي مر بها الإشراف. فلم يعد مفاجأة المعلم في الصف والتفتيش لتصيد الأخطاء عنصراً أساسياً من مهام المشرف التربوي، ولم يعد المشرف موجهاً للمعلم.

أصبح الإشراف التربوي عملية قائمة على التخطيط والشورى والاحترام والتعاون بين المشرف التربوي والمعلم تهدف لتحقيق التنمية المهنية للمعلمين وتطوير بيئة تعليمية متكاملة وشاملة. ومن هنا، يمكن ملاحظة تطور المهام المكلف بها المشرف التربوي مع مرور الوقت لتناسب الاحتياجات اللازمة لتطوير عمليتي التعلم والتعليم.

يتم تكليف المشرف التربوي بالعديد من المهام المتعلقة بالطالب والمعلم والكتاب المدرسي والأنشطة. يعد التدريب التربوي من ضمن المهام المتعلقة بالمعلم، والذي يلعب دوراً أساسياً في تنمية الاحتياجات المهنية لدى المعلمين، وبالتالي تحسين أدائهم في العملية التعليمية.

مفهوم التدريب التربوي:

نشاط مخطط ومنظم يقوم به المشرف التربوي من أجل تزويد المعلمين بالاحتياجات والمهارات والقدرات اللازمة لتحسين العملية التعليمية بما يتناسب مع الوضع الراهن والمستقبلي من جهة، ومع متطلبات عمل المعلم من جهة أخرى (الخطيب والخطيب،2006). وبالتالي، يعتبر التدريب توظيف للمهارات والخبرات والمعارف المكتسبة عملياً. يعد استخدام التدريب العملي ضروري في ظل أزمة الكورونا الحالية، حيث أن الهدف الرئيس من التدريب هو تطبيق المهارات التكنولوجية للتواصل مع الطلبة الكترونياً.

أهمية الاحتياجات التدريبية للمعلمين:

تنبع أهمية تحديد الاحتياجات التدريبية للمعلمين من أنها تعتبر دافع حقيقي وفعال لإنجاز المهام الموكلة إليهم وزيادة الكفاءة في الأداء. معرفة الاحتياجات التدريبية توجه المدرب إلى المسار الصحيح من خلال التخطيط والتنظيم، وبالتالي تخفيض النفقات وتقليل الهدر. كذلك، تسهم في إظهار الأسباب وراء الكفاءة المنخفضة (الطعاني، 2007).

أهمية التدريب التربوي في ظل أزمة الكورونا العالمية:

في ظل أزمة الكورونا الحالية، ظهرت الحاجة إلى التدريب التربوي بشكل كبير، حيث تم إغلاق المدارس أمام الطلبة والمعلمين الأمر الذي أدى إلى إيقاف العملية التعليمية. ولاستكمال العملية التعليمية، يجب إيجاد حل بديل عن التعلم التقليدي وهو التعلم الالكتروني. من جهة أخرى، واجه المعلمون ذوي الثقافة الالكترونية المنخفضة صعوبات في ممارسة التعلم الالكتروني. ومن هنا، يبرز الدور الأساسي للمشرف التربوي في تنمية بعض القدرات الالكترونية لدى المعلمين.

أسس التدريب التربوي للمعلمين:

يعتبر التدريب التربوي من ضمن المهام الخاصة الفنية للمشرف التربوي، حيث أن المشرف التربوي المتميز لا يقف عند معرفة حاجات المعلمين المهنية، بل يعمل على تذليل الصعوبات وتطوير القدرات المهنية من خلال التدريب التربوي. وليقوم المشرف التربوي بتدريب المعلمين، لابد أن يتبع الإجراءات التالية كما ورد في العاجز وداوود (2009):

-تحديد المستوى المهني للمعلمين ورصد المهارات الواجب تطويرها لديهم.

– دفع المعلمين للالتحاق بالدورات التدريبية.

– مشاركة المشرف التربوي ضمن لقاءات علمية حسب تخصصه، بحيث يفيد المعلمين.

– توجيه المعلمين الملتحقين بالدورات التدريبية لتوظيف المهارات المكتسبة بالشكل الصحيح.

– معرفة أثر الدورات التدريبية على المعلمين وإعطاء التغذية الراجعة للدورات التدريبية لمعالجة نقاط الضعف ودعم الاقتراحات الهادفة لتطوير المعلمين.

كيف يمكن جعل التدريب التربوي الالكتروني فعالاً؟

يعد تسليط الضوء على الحاجة الماسة للتعلم الالكتروني في ظل الظروف الحالية محفزاً أساسياً للمعلمين على استكمال التدريب التربوي. كذلك، على المشرف أن يقدم برامج الكترونية تتناسب مع قدرات واهتمامات واحتياجات المعلمين، فعندما يقدم المشرف التربوي تدريباً لبرنامج الكتروني صعب الاستخدام في ضوء القدرات التكنولوجية المحدودة للمعلمين، سيشعر المعلمون بالإحباط وعدم الرغبة في استكمال التدريب. من جهة أخرى، يعد تقديم التدريب التربوي لبرنامج الكتروني سهل جدا ولا يناسب العملية التعليمية في ضوء قدرات تكنولوجية جيدة لدى المعلمين استهلاكاً للوقت وهدراً للطاقات الكامنة داخل المعلمين. بالإضافة لذلك، تعد عملية تقويم التدريب مهمة جداً، حيث تمكن المشرف التربوي من تطوير البرنامج التدريبي وإضفاء كل ما هو جديد على البرنامج لبناء خبرات جديدة تحسن من أداء المعلمين. وأخيرا، يعد وضع الحوافز التشجيعية أداة لزيادة الدافعية لحضور التدريب التربوي.

أساليب ووسائل التدريب التربوي الالكتروني:

تختلف الأساليب والوسائل تبعاً لعدد المعلمين وتخصصهم العلمي والبرامج الالكترونية المعتمدة، حيث تعمل الأساليب على توظيف الأدوات والإمكانات المتاحة لتنفيذ التدريب التربوي بما يحقق الأهداف المرجوة. ولذلك، يجب مراعاة أمور عدة عند إجراء التدريب التربوي منها:

  • تحديد البرامج الالكترونية المناسبة للتواصل بين المشرف التربوي والمعلمين على سبيل المثال، استخدام برنامج الزوم.
  • تحديد الوقت بحيث يكون مناسب لجميع المشاركين في اللقاء التدريبي.
  • تحديد الأدوات اللازمة للتواصل مثل الحاسوب الشخصي أو الهاتف الخلوي والاتصال بالشبكة العنكبوتية.
  • إلمام المدرب بالمعرفة الكافية لإجراء اللقاء التدريبي.
  • ملائمة الأسلوب المستخدم للمادة التدريبية

خاتمة:

التعليم فن يجب ممارسته بتميز وإبداع، وحتى يتمكن المعلم من تحقيق هذا الإبداع، يجب أن يمتلك كفاءات وقدرات تؤهله لأداء مهمته بنجاح. فالمعلم يعد الحجر الأساس لبناء الجيل الواعد في المستقبل، لذلك، لابد من إعداده جيداً وتدريبه بالشكل الكافي لاكتساب المهارات اللازمة لإنشاء جيلاً قادراً على تحمل المسئولية والصمود أمام الأزمات، ولكيلا تبقى البشرية أجمع حائرة أمام أزمة مثل فيروس كورونا.

المراجع:

الخطيب، أحمد، والخطيب، رداح. (2006). التدريب الفعال. الأردن: عالم الكتب الحديثات للنشر والتوزيع.

الطعاني، أحمد. (2007). التدريب الإداري المعاصر. عمان: دار المسيرة.

العاجز، فؤاد، وحلس، داوود. (2009). دليل المشرف التربوي لتحسين عمليتي التعليم والتعلم. كلية التربية، الجامعة الإسلامية: غزة.

بقلم: أسماء محمود عبد الرحمن بدر

 

أضف تعليقك هنا