زوج الدقيقة 90

جاءت إلينا إحدى الأمهات أول أمس تطلب منا أن نتحدث مع ابنتها الكبرى لأنها وإلى الآن ترفض كل عريس يتقدم لها إلى أن وصل سنها ال 38 سنة، وبالفعل تحدثنا مع الفتاه وكان مبرر رفضها إنها تُمنى نفسها بمواصفات معينه لمن ترتبط بأ، وهى مواصفات ليس ربما كما يعتقد القارئ الكريم ( عنيه خضرا وشعره اصفر ) ( لا )… بل تريد شخص فى وضع اجتماعي وتعليمي ووظيفي ملائم ويليق بها، ومن هنا جاءت فكرة المقال وعنوانه.

كلام من القلب

لا شك اأيتها الفتاه إنه لك كامل الحق فى أن تختارى ما تشائي، فهذا حق أصيل لك، ولكن ماذا لو لم يأتى هذا الذى تنتظريه، وماذا بعد أن تقدم بك العمر، لذلك أردت من خلال هذا المقال أن أعرض عليك رؤيتنا النفسيه في هذا الأمر، عليك يا عزيزتي أن تغيري الآن ذلك المفهوم الذى تؤمني به، عليك أن تنتقلى من إختيار أو إنتظار شخص يصلح زوج مميز، إلى اختيار شخص تستطيعي عن طريقه أن يهب لك الله عزوجل طفل يكون لك بمثابة كل شئ فى الحياه، عليك الان أن تفكرى فى سنواتك القادمه، وكيف ستكون إذا قُدر لك أن تعيشىيوحيده دون زواج، لذلك عليك تغير مفهومك تجاه الزواج والزوج الآن، عليك أن تسعي لتكوني ( أم ) لطفل، لا أن تكوني زوجة مُدللة تتباهى بزوجها صاحب الوظيفه الفلانية أو صاحب الوضع الاجتماعي الفلاني.

كوني واقعية ولا تشذّي إلى الخيال المستحيل

أنا هنا لا أطلب منك أبداً أن ترمي نفسك فى التهلكه وأن توافقي على أى شخص هكذا ( لا ) أنا لا أدعو إلى هذا ولكن أدعو أن تقللي سقف توقعك، وأن توافقى على أقلهم عيوباً، فربما كان فقيراً لكنه من أسره جيدة فلا مانع أن توافقى عليه وتكسبى زوج والأهم أن يجعله الله سبباً لتصبحي أم لطفل… لا مانع أن يكون أقل منك تعليماً ولكنه حسن الخلق… فتنازلي أنت عن مستوى التعليم مقابل أن يجعله الله سبب فى رزقك بطفل منه، لا مانع أن يكون أصغر منك إذا رأيتى فيه إنه رجل وليس مجرد ذكر، بل ربما أتجاسر وأول إنه ربما أدعوك للقبول بأن تكونى زوجه ثانية حتى وإن طلقك بعد أن تذهب نزوته ( إذا كان زواجه من ثانيه مجرد نزوه) فيكفيك أنك ستصبحي ( أم ) بعد إرادة الله عزوجل.

في بعض التنازل عين الرفعة فلا تجنحي للكِبر الذي يهوي بكِ إلى ا

اعلمى أيتها الفتاه الفاضله… أن قبولك وتنازلك قليلًا ليس فيه إهانه لك كما يعتقد البعض ولكنه من حسن التصرف ومن حسن إدارة الأزمة، فكم من فتيات رفضت أن تتنازل وهم الآن لا حول لهم ولا قوة … حتى إخوانها لم يشعروا بها واهملوها بعد أن كانوا هم من يشجعوها على الرفض… تأملي فى كلماتي أيتها الفتاه المرتبكه الحائرة والفاضله، واعلمي إنه ربما رزقك الله بأحد هؤلاء فتجديه نعم الزوج حباً ورعايةً وإخلاصاً والأهم سبباً في أن تكوني ( أم ) واعلمي أن طفلك هذا سينسيك كل تعب ووجع وألم السنين الماضيه، ستجدى فيه ابتسامتك وفرحتك، ستجدي فيه الأمل والرجاء، ثم بعد ذلك ستجدى فيه السند والعون بعد الله عزوجل.

لا تعطي أذنيكِ للكلام الغير مناسب لوضعكِ

آنستى الجميله نصيحتي ألا تستمعي كثيراً لتلك الأصوات التي تقول لك ( يعني تصومي تصومي وهاتفطري على بصله ) من تقول لك هذا وبعد لحظات ستكون فى حضن زوجها، وتتركك أنت فريسه للحيرة والوجع وربما فريسه للشيطان، أخوك الذى يقول لك ( ازاى نقبل بواحد اقل من مستوانا ) أيضا سيتركك وبعد لحظة سيكون وسط أولاده وزوجته، لا أدعوك إلى التمرد على أسرتك، ولكن أدعوك إلى الانتباه لما يُقال لك، فوالله وبالله مع وجود طفل لك ستولدي من جديد، حتى إذا ذهب الزوج بعد مجيئ الطفل، حينها لن تفكرى فى الزوج ولن تشعرى بشئ إلا بطفلك، ليس لعدم أهمية وقيمة وجود الزوج ولكن لأنك صاحبة ظروف خاصه منذ بدايه الزواج، فهو زواج فى الدقيقة 90… أرجو أن تتأملي فيما أقول ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ).

بقلم: عادل عبدالستار

أضف تعليقك هنا