الزواج للمرة الثانية.. نظرة وحُكم

ما الدوافع التي تجعل كل من المرأة والرجل يفكران بزواج ثان؟

أتتزوج للمرة الثانية؟ ماذا دهاكَ؟ هل جُننتِ أيها المرأة لتعيشي سجن الزواج تارةً أخرى؟ يُكررُ الكثيرون هذين السؤالين وما شابه من التساؤلات حول جرأة الرجل أو المرأة لاتخاذ القرار للزواج مرة ثانية، أولئك الذين لم يختبروا صعوبة السير في خطوة الزواج للمرة الثانية في حين يعتبر مَن يقرر تكرار تجربة الزواج أنه ليس بقرار سهلٍ خاصة أنهم مروْا بخبرات مؤلمة في زواجهم الأول بغض النظر عن شكل ألمها وترسباتها في الكيان، ودون التركيز على شكل العلاقة السابقة طلاقاً كانت أو انفصالاً. موت أحد الزوجين أو حتى مشكلات لا زالت قائمة بينهما.

كيف يكون حال كل من الرجل والمرأة قبل الإقدام على زواج ثانٍ؟

يتروى الرجل قبل اتخاذه لهذا القرار، يفكر كثيراً في مواصفات المرأة التي يريد ارتباط بها لتُكملَ معه درب الحياة بتحدياتها، يتردد ويُعاود التفكير ملياً قبل أن يَقدم على تلك الخطوة، أما المرأة يعتريها خوفٌ وقلقٌ من تكرار تجربةٍ مريرةٍ خاصة وإن كان لديها أطفال من زوجها الأول فتخاف أن تخطو نحو الزواج فتذهب منها حضانة أطفالها إلى أبيهم رغم إدراكها الكامل أنهم لن يبقوا في حضانتها بعد بلوغهم السن القانوني، وفي ذات الوقت تخشى أن تتخلى عن فرصة مناسبة فتبقى وحيدةً مع مرور الوقت بلا سند أو ونس.

نظرة المجتمع إلى زواج كل من المرأة والرجل للمرة الثانية

هنا يصدر البعض أحكاماً ظالمةً على حواء إن قررت ذلك، في حين يؤيدون آدم في قراره، يقولون إنه لا يمكن أن يعيشَ دون امرأة تهتم به وتُلبي له حاجاته الأساسية وكأنها خُلقت فقط من أجله هو ولا يهم ما تحتاجه هي! في حين ينكرون إقدامها على هذه الخطوة، يتساءلون لماذا لا تكتفي بالعيش مع أطفالها؟! يقولون كَم هي أنانية لا تفكر إلا في إشباع رغباتها، يطول ظلمهم كيانها وروحها، إذ لا يهمهم كونها إنسان مثلهم لها مشاعرها ورغباتها. ينظرون لحياتها نظرةً سطحيةً لا تعمقَ فيها، أولئك الذين يحكمون على الأمور من قشورها ولا يُمعنون الفكر في لُب الأشياء. لا يعيرون اهتماماً لوحدتها في جوف الليل، في الليالي المُعتمة والباردة ولا يرون وسادها المُبللة بدموع الوحدة والقهر، ينصبُ فكرهم على شيء واحد ألا وهو تربية أولادها بدلاً من زواجها من آخرٍ تهتم بأطفاله أو تتزوج عجوزاً تكون له ممرضةً، لم يفكر أحدهم كم مرة تألمت من ظلم المحيطين بها، ألم يكفهم نظرتهم البالية لها بأنها مطلقة أو أرملة بالعكس تُسن سكاكين كلماتهم المؤلمة التي تضعها في زاويةٍ النبذ.

هل ينصف المجتمع في أحكامه اتجاه الرجل والمرأة عندما يقرر كل منهما الزواج للمرة الثانية ؟

أفكارٌ لا إنسانية أو منطق فيها تمحو كلَ هاجسٍ أسود يخص الرجل إن قرر الزواج للمرة الثانية، بل تُجيزَ له تكرار الزواج في حين تقف في وجه المرأة مانعةً إياها من التفكير الإيجابي في إعادة نبض الحياة إلى قلبها. ورغم هذا أو ذلك يبقى كلاهما حائراً وخائفاً إن قرر أن يحيا تارةً أخرى حيث ترسب أفكار المجتمع ومرار تجاربه السابقة في روحه وعقله. وفي نهاية المطاف يبقى لكليهما حرية القرار، بعيداً عن أحكام المجتمع بعيداً عما شرعته الأديان، ويبقى السؤال الذي يكرر نفسه عبر الأزمان.. إلى متى النظرة المبتورة؟ ومن سيرحم القلوب المرهقة والعيون الباكية في عتمة الليل؟

فيديو مقال الزواج للمرة الثانية.. نظرة وحُكم

أضف تعليقك هنا