إدارة المرافق “فرص وتحديات”

إن الطفرة التي شهدها العالم خلال السنوات الماضية بمجال إنشاء المشاريع مثل سوقاً رائجاً لنشاط إدارة المرافق سواء كانت هذه المرافق عامة أو خاصة، فالمرافق الحديثة أصبحت تعتمد على أنظمة متقدمة تتطلب إجراءات ومهارات وكوادر متخصصة ومؤهلة لإدارتها وتشغیلھا وصیانتھا.

وتساهم إدارة المرفق بالشكل الصحيح في التشغيل الصحيح لتلك المرافق وترشيد الطاقة وتوفير تكلفة صيانة المباني واستدامة مرافقها كما ستساهم في الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، وكما توفر أنشطة إدارة المرافق فرص ضخمة كسوق واعد فإنها تواجه تحديات كبيرة لتحقيق النجاح المأمول وجني ثمار الطفرة الإنشائية.

بعض جوانب أنشطة إدارة المرافق 

الفرص

توفر إدارة المرافق فرصاً على مستوى لأفراد كما توفر في نفس الوقت فرصاً للمؤسسات والشركات المحلية والأجنبية نظراً لتوسع سوق إدارة المرافق ونموه المضطرد نظراً لانتقال مجموعة كبيرة من المشاريع التنموية والخاصة من مرحلة التنفيذ إلى مرحلة التشغيل:

فرص الأفراد

تتوجه اغلب القطاعات الحكومية والخاصة وغيرها من القطاعات لتفعيل دور إدارة المرافق لمواكبة التطور الإداري والفني الحديث بهذا المجال مما يتطلب كوادر فنية مؤهلة لسد احتياج سوق إدارة المرافق المتعطش لتك الكوادر البشرية وعلى جميع المستويات الإدارية والفنية.

كما يوفر نشاط إدارة المرافق بمجالاته المتعددة فرصة لتوطين الوظائف في البلاد المختلفة واستيعاب طالبي العمل، ففي المملكة العربية السعودية تم في أواخر عام 2019 إصدار دليل توطين الوظائف بعقود التشغيل والصيانة ورفع نسب التوطين على بحيث لا تقل نسبة التوطين عن 50% من إجمالي العاملين بعقود بجميع عمليات التشغيل والصيانة الحكومية، مما يرفع نسبة المعروض المحلي من تلك الفرص الوظيفية.

فرص المؤسسات والشركات المحلية والأجنبية

وعلى صعيد المنظمات بجميع أنواعها توفر عمليات إدارة المرافق فرص متعددة منها:

  • التأهيل والتدريب: حيث يمكن للجهات الأكاديمية والتعليمية تخريج وتدريب كوادر بشرية مؤهلة لسد حاجة سوق العمل بإدارة المرافق.
  • التنفيذ: يضم مجال إدارة المرافق نوعيات متعددة من الأعمال لا يمكن حصرها كمشاريع المواصلات الكبرى كالطرق والمطارات والسكك الحديدية بالإضافة إلى المدن الذكية والسياحية والأبراج السكنية والمجمعات التجارية والترفيهية والسكنية والإدارية والطبية والتي تم الانتهاء من تنفيذها وانتقلت إلى مرحلة التشغيل مما يتطلب مقاولين محترفين بمجال إدارة المرافق لتلك الأعمال الضخمة والتي بدورها تكون ذات ربح جاذب للاستثمار المحلي والأجنبي.
  • التطوير والتحسين المستمر: يساعد النمو المضطرد بسوق العمل بإدارة المرافق المؤسسات الربحية على تطوير أنظمة إدارة المرافق للبدء في العمل على العقود المطروحة حالياً والتي سوف تطرح مستقبلاً.

التحديات

تكمن التحديات بأعمال إدارة المرافق في نواحٍ عدة ففي بعض الأحيان تتجاهل إدارة المنشئات دور إدارة المرافق بجميع مجالاتها بدافع تقليص المصروفات لزيادة الربح وتلجأ عادةً إلى اعتماد نظم عتيقة لتشغيل وصيانة المرافق، وعندها تدفع على المدى البعيد أضعاف ما تم توفيره نتيجة تجاهل تطبيق إدارة المرافق الصحيحة بجميع مجالاتها ويكون ذلك على حساب الأصول سواء من ناحية قدرتها التشغيلية أو استدامتها لفترات طويلة.

كما يواجه العاملين بمجال إدارة المرافق مشاكل عدة ناتجة عن قلة الخبرة بالطرق الحديثة لإدارة المرافق والاعتماد على الخبرات المكتسبة بأعمال التنفيذ والتي تختلف في الهدف وطرق الأداء عن الهدف وطرق الأداء في أعمال إدارة المرافق.

كما يمثل النقص في أعداد الكوادر الفنية المؤهلة للعمل بمجالات إدارة المرافق تحدياً كبيراً للعاملين بهذا المجال مع زيادة انتقال المشاريع التنموية الكبيرة من طور التنفيذ إلى طور التشغيل مما يمثل ضغط على فرق العمل ويضطرهم إلى استخدام كوادر غير مؤهلة تكون عبئاً وتقلل من فرص النجاح والربح المتوقع من إدارة المرافق.

لذا فالدور المنطقي المنوط بالجميع الآن وعلى جميع المستويات كالحكومات والمؤسسات العامة والخاصة والأفراد هو تعظيم الفرص وتقليل التحديات لجني ثمار النشاط المتصاعد بمجال إدارة المرافق الواعد.

بقلم: م. مستشار / وليد منصور بركات

 

أضف تعليقك هنا