لماذا نستيقظ في الثالثة فجراً؟

هل تظن أنك الوحيد الذي يستيقظ في الثالثة صباحا قبل الفجر بقليل. في الواقع إن هذا أمر شائع جدا وموجود عند أغلب الناس إن لم يكن عند الجميع. وموجود حتى عند كثير من الناس الذين لا يُحِسون به، وذلك لأنهم قد يعودوا إلى النوم بسرعة فلا يشعرون بهذا الاستيقاظ. (لماذا نستيقظ في الثالثة فجراً؟). (اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم طب).

متى يكون الاستيقاظ في الثالثة فجرا مشكلة؟

في الواقع قد لا يكون الاستيقاظ في الثالثة فجرا بحد ذاته مشكلة. ولكنه إذا ترافق مع صعوبة في العودة إلى النوم فهنا تكمن المشكلة. وخصوصا إذا ما ترافق مع هذا الاستيقاظ التفكير والقلق، فكما تقول الدكتورة أليكسا كين: “عندما يحدث هذا، ينتقل دماغك من وضع السكون إلى وضع الاستيقاظ”.

مشاكل قد يسببها لك الاستيقاظ ليلا

لا تقتصر مشكلة الاستيقاظ ليلا على الشعور السيء الذي يسببه لك فحسب، ولكنه أيضا قد يسبب لك مشاكل أخرى، كأن تواجه صعوبة في تذكر الأشياء والشعور بالنعس الشديد خلال ساعات النهار وعدم القدرة على العمل بمستوياتك الطبيعية خلال ساعات النهار.

ما هي أسباب استيقاظك في الثالثة فجرا؟

هناك العديد من الأسباب التي تجعلك تستيقظ في الثالثة فجرا. تتراوح أسباب الاستيقاظ في الثالثة فجرا من أسباب واضحة إلى حد ما (الحر أو البرودة الشديدة، أو الحاجة إلى الحمام، أو وجود كابوس، أو بكاء طفل) إلى الحالات الطبية (اضطراب التنفس مثل انقطاع النفس أثناء النوم، أو التبول الليلي: التبول المفرط ليلاً).وإذا كان هذا الاستيقاظ غير منتظم فإن هذا علامة على التوتر، وقد يكون أيضا علامة على الأرق. وقد يكون من الصعب تحديد سبب هذا الاضطراب في النوم. إليك بعض الأمور التي قد تكون السبب في أن تجد نفسك مستيقظا ليلا.

 أولاً: الإجهاد والتوتر

  • قد يكون التوتر هو أول شيء يجب أن تفكر فيه إذا بدأت بالاستيقاظ في الثالثة صباحًا من جديد.
  • عندما تشعر بالتوتر، يقوم جسمك بالتنبه عصبيا، فتستيقظ في منتصف الليل.
  • وقد تواجه زيادة في معدل ضربات القلب وضغط الدم لديك.
  • هذه الإضرابات الجسدية يمكن أن تجعل من الصعب عودتك إلى النوم بعد استيقاظك.
  • قد يرتفع مستوى التوتر عندك إذا كان هناك شيء في حياتك يسبب لك القلق، وقد يكون التوتر مرتبطًا بتغيرات في حياتك أو بالخوف على مستقبل وظيفتك أو علاقاتك أو صحتك أو أموالك.
  • فإذا استمر التوتر لديك لفترة طويلة فعليك مراجعة طبيبك والتحدث معه بشأنه، فيمكن للعلاج أن يقلل من التوتر والقلق لديك وبالتالي تحسين نومك بشكل أفضل.

ثانياً: الأرق

الأرق هو اضطراب يتسبب في صعوبة النوم، أو صعوبة الاستمرار في النوم، أو يجعلك تستيقظ باكرا جدا ولا تستطيع العودة للنوم.يعاني جزء كبير من السكان من الأرق. فقد وجدت إحدى دراسات NCBI أنه من 10% إلى 20% من السكان يعانون من الأرق وأن المعدل ارتفع إلى 40% لدى كبار السن.

ثالثاً: الشيخوخة

إن النوم يتأثر بشكل كبير بالشيخوخة والتقدم في العمر. فإن التقدم في العمر يغير من دورة نومك الطبيعية، وخصوصا إذا كنت تتعاطى بعض الأدوية. وعند التقدم في العمر عمق نومك يقل، حيث تقضي وقت قليل وأنت في حالة النوم العميق مقارنة بوقتك في النوم العميق في الشباب، فتجد نفسك صرت تستيقظ على ضوضاء لم تكن لتؤثر فيك في السابق.وقد تغير الشيخوخة أيضا من أوقات نومك الطبيعية، فترى نفسك تذهب للفراش مبكرا. وثم تستيقظ أيضا في وقت مبكر عن وقت استيقاظك في الشباب. ويمكنك أيضا مناقشة اضطراب نومك في الشيخوخة مع الطبيب، حتى تحدد العوامل المؤثرة على ذلك.

رابعاً: الأدوية

عند تناول أحدنا للدواء فإن غاية ما يفكر به هو التخلص من الألم الذي يشعر به، أو إزالة خطر يحيط به، ولكن قلما ننتبه ما إذا كانت هذه الأدوية ستؤثر على دورة نومنا أم لا.ففي الحقيقة إن الكثير من الأدوية لها تأثيرات جانبية تؤثر على النوم بشكل مباشر أو غير مباشر.

ومن أشهر الأدوية التي تؤثر على النوم.

  • حاصرات مستقبلات بيتا (Beta blockers): هي عبارة عن صنف من الأدويةالتي تستخدم بشكل خاص لعلاج أمراض اضطراب النظم القلبي، وحماية القلب من التعرض لنوبة قلبيه ثانية.
  • مضادات الاكتئاب.
  • الستيروئيدات القشيرية.
  • بعض أدوية نزلات البرد.

فإذا كنت تستخدم أحد هذه الأدوية أو لاحظت أن نومك قد اضطرب بعد أخذك لدواء معين، فمن الأفضل أن تتحدث مع طبيبك عن مدى تأثير هذا الدواء على نومك، وعن أفضل الحلول التي يمكن أن تتجنب بها تأثير هذه الأدوية على النوم.

خامساً: حالات صحية

وهناك أيضا بعض الحالات الصحية التي قد تؤثر على نومك واستيقاظك، منها:

  1. توقف التنفس أثناء النوم.
  2. التهاب المفاصل، مما يجعل تحريك مفاصلك مؤلما مما يسبب لك الاستيقاظ من النوم عند تقلبك.
  3. حرقة المعدة وعسر الهضم، فكم من المرات استيقظنا ليلا ونحن نحس بأن معدتنا مليئة، مسببة شعورا مزعجا لنا.
  4. الاكتئاب، وما أدراك ما الاكتئاب وما تأثيره على نومك بل على حياتك كلها.
  5. تضخم البروستاتا والذي يسبب شعورا للرجل بالحاجة إلى التبول المتكرر. فإذا كانت الأدوية بحاجة لتتناقش بها مع طبيبك ومدى تأثيرها على نومك، فمن باب أولى أن تناقش معه الحالات الصحية التي تمر بها.

بعض نصائح مختصي مفارش السرير للحصول على نوم أفضل:

  • لا تنظر إلى جوالك أو حاسوبك قبل النوم مباشرة.
  • تجنب شرب المنبهات قبل النوم.
  • تجنب النوم وأنت متخم بالطعام، ولكن ليس لدرجة أن تنام وأنت جائع.
  • النوم في مكان هادئ وخالٍ من الضجة.
  • ممارسة الرياضة خلال يومك، ولكن تجنب ممارستها قبل النوم مباشرة.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • مرن نفسك على دورة نوم معينة، أي أن تحدد لنفسك موعدا ثابتا للنوم والاستيقاظ وحاول أن تستمر عليه.

وتذكر مقولة الدكتورة كين: “امنح نفسك من نصف ساعة إلى ساعة قبل النوم لتهدأ وتجهز جسمك وعقلك للنوم”، ثم تتابع قائلة: “استغل هذا الوقت للتخطيط لليوم التالي، واكتب اهتماماتك وإحباطاتك وما يقلقك حتى لا تحتاج إلى أداء هذه التمارين الذهنية أثناء وجودك في السرير في الساعة الثالثة صباحا”

وفي الختام إنه من الطبيعي أن تمر على الإنسان أيام يستيقظ فيها في الثالثة صباحا، ولكن كما قلنا إذا كثرت هذه الأيام وإذا واجهت صعوبة في العودة إلى النوم فلا تردد في استشارة الطبيب. نوما هانئا للجميع.

فيديو مقال لماذا نستيقظ في الثالثة فجراً؟

أضف تعليقك هنا