بين التعليم النظامي والرقمي..المدرسة هي الأساس

أبنائي يحنون للعودة الى مدارسهم، هكذا يُردد الكثير من أولياء الأمور بعد أن انقطع أبنائهم عن الدراسة النظامية بسبب جائحة كورونا منذ مطلع عام 2020م وحتى يومنا هذا، الظرف الاستثنائي الذي يمر به العالم أجمع أجبر دول العالم إلى اللجوء إلى التعليم عن بُعد، وعلى الرغم من التحديات والعقبات التي واجهتها وزارات التربية والتعليم والطالب كذلك في عملية تطبيق هذه التجربة.

الجهود التي بُذِلت من أجل التعليم عن بُعد

إلا أن الجهود التي بذلت من قبل المدارس وقطاعات التربية والتعليم في ديمومة العملية التعليمية والتعلمية كانت تجربة جديدة على مجتمعاتنا العربية تحديداً وكذلك على ثقافتنا العربية ، لما لها من تحديات تقنية ومعرفية تخطتها الدول الأكثر تقدماً في مجال تقنية المعلومات والأكثر رفاهية كدول الخليج العربي وبعض البلدان العربية بينما غرقت في هذا المستنقع دول عربية نائية بسبب ضعف البنية التحتية وضعف الإمكانات المعيشية.

وعلى الرغم من الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها بعض الدول العربية وخاصة فيما يتعلق بقطاع التعليم والبنية التحتية الرقمية المتطورة والإمكانات الكبيرة في مواكبة هذا الأمر، إلا انه ما زال التعليم النظامي هو السبيل الوحيد والطريق السليم لتعليم ناجع لأي مجتمع كان سواء في وطننا العربي أو الغربي.

ما الفرق بين التعليم النظامي والتعليم عن بُعد؟

أن «التعليم عن بعد» بأي حال من الأحوال لا يُقارن بالتعليم النظامي داخل المدرسة، نعم قد يكون بديلاً استثنائيًا عن «التعليم النظامي» في ظل هذه الجائحة التي نمر بها، ولكنه لن يُغني عن الانتظام في التعليم داخل الحرم المدرسي، فالتحاق الطالب بفصول دراسية والاستماع لشرح المعلم ومداخلات ونقاشات زملائه الطلبة والتعود على الانضباط في الذهاب إلى المدرسة وحضور الحصص الدراسية والمشاركة في الفعاليات والأنشطة التعليمية والرياضية والثقافية والتواصل مع الزملاء والاختلاط بالمدرّسين واللعب أثناء الفسحة، يُكسب الطالب مهارات لا يُمكن أن يجدها من خلال «التعليم عن بعد» حتى وإن كانت كل السُبل ميسرة لدى الطالب.

هل المدرسة مجرد صف دراسي للتعلم؟

المدرسة ليست مجرد «صف دراسي» يأخُذ منه الطالب العلم والمعرفة بل هي اللبنة الأولى في غرس كثير من القيم والمعارف داخل عقول الأفراد ومكان يفرغ فيها الطالب طاقته ويُجدد فيها نشاطه وحيويته ويكتسب من خلالها معارف وثقافات وصداقات ومواهب ويشارك في المسابقات والمحاضرات والندوات والرحلات ومختلف الفعاليات.

هذا كله يصقل شخصيته التي سيغدو عليها في المستقبل، نعم هذا هو التعليم الذي يجب أن يتلقاه الطالب في أهم مراحل مسيرته التعليمية”، ولعل تطبيق التعليم «المزدوج» الذي يجمع بين التعليم النظامي والتعليم عن بُعد هو الخيار الأنسب لتطوير العملية التعليمية ومواكبتها لمتطلبات التعليم الرقمي الحديث في المرحلة المقبلة بعد أن يرفع الله عنا هذا الوباء.

فيديو مقال بين التعليم النظامي والرقمي..المدرسة هي الأساس

 

أضف تعليقك هنا