يعد الإشراف التربوي من الوظائف المهمة في العملية التعليمية, فهو يساعد في إمداد المعلمين بكل ما يحتاجونه في سبيل تطوير العملية التعليمية, وتحقيق نمو مهني شامل, وبالتالي رفع كفاءة العملية التعليمية و الارتقاء بمستوى الطالب, وتحقيق الهدف الأسمى للعملية التعليمية وهي إعداد مواطن صالح يستطيع خدمة نفسه ومجتمعه.
ولكن في ظل التطور وما يشهده العالم اليوم نرى تعدد للمشكلات التي تقف في سير العملية التعليمية, هذه المشكلات تحتاج إلى علاج والعمل على الحد منها, بعضها متعلق بأساليب الإشراف التربوي و والوسائل التعليمية المستخدمة, من هنا وجدت الحاجة لتطوير الأساليب الإشرافية وتحسين العملية التعليمية عن طريق مساعدة المعلمين وإرشادهم من خلال أساليب إشرافية حديثة ومتعددة.
العملية الإشرافية: هي عملية ميدانية يمارسها المشرف التربوي في الميدان, وتتم بينه وبين المعلمين من نفس التخصص وتتميز بأن لها أساليب متعددة تُمكِن المشرف من مساعدة المعلم وحل مشكلاته بهدف الوصول به إلى مستوى أفضل وأرقى, بحيث ينعكس أداءه إيجابياً على ذاته من جهة وعلى المستوى التحصيلي لطلابه من جهة أخرى في الميدان. (الظفرية والصائغية والصوافية, 2021).
وعرفها أيضاً أبو شملة(2009) بأنها عملية منظمة ومخططة تهدف إلى تحسين الناتج التعليمي من خلال تقديم الخبرات المناسبة للمعلمين والعاملين في مدارس وكالة الغوث الدولية, والعمل على تهيئة الإمكانات والظروف المناسبة للتدريس الجيد, الذي يؤدي إلى نمو الطلاب فكرياً وعملياً واجتماعياً, وتحقق لهم الحياة السعيدة في الدنيا والآخرة.
أساليب الإشراف التربوي: عرفتها الإدارة العامة للإشراف والتأهيل التربوي(2016, ص31) بأنها: النشاطات الإشرافية الفردية والجماعية, العلمية والعملية التي تستخدم من أجل تقويم المحتوى والأداء وتحقيق النمو العملي والمهني, وتحسين التعليم والتعلم, وتحقيق الاهداف المرجوة.
وضح البعداني (2013, ص181) أن كل أسلوب منها ما هو إلا نشاط تعاوني منسق ومنظم ومرتبط بطبيعة الموقف التعليمي, ومتغير بتغيره بحيث يتناسب مع الظروف والإمكانات للمدارس والمعلمين في اتجاه الأهداف التربوية المنشودة.
وتعتبر أساليب الإشراف التربوي أنشطة تربوية متخصصة ومنسقة تهدف إلى تحسين المواقف التعليمية والبيئة التربوية في النظام التربوي بشكل عام وفي المؤسسة التربوية بشكل خاص. (مريزيق, 2008, ص122)
تتعدد الأساليب الإشرافية وتتنوع وتتداخل فيما بينها, حيث لا يوجد أسلوب واحد يمكن تعميمه على جميع المعلمين, ولا يحقق الأسلوب الواحد الهدف كامل من العملية الإشرافية, فالأفضل استخدام مجموعة أساليب مع المعلم الواحد حسب الموقف التعليمي.
تقسم الأساليب الإشرافية إلى أساليب فردية وجماعية, ويمكن تقسيمها أيضاً إلى مباشرة وغير مباشرة, ولا يوجد حدود واضحة بين الأساليب المباشرة وغير المباشرة, فالنشرات التربوية تعد أسلوباً غير مباشر, لأن فعاليتها تتوقف على مدى إيجابية المعلم في قراءتها وتنفيذ مضامينها بنفسه, وتعد أسلوباً مباشراً لما يبذله المشرف التربوي من جهد في متابعتها ومناقشتها مع المعلمين.(دليل الإشراف التربوي, 2016, ص31).
هناك مجموعة سمات وخصائص ينبغي أن تتمتع بها الأساليب الإشرافية لتحقق الهدف منها, وضع مريزيق (2008, ص120) مجموعة سمات وهي:
هناك مجموعة أسس وقواعد ينبغي للمشرف الاسترشاد بها في العملية الإشرافية لضمان فاعليتها ونجاحها, بين دليل الإشراف التربوي(2016, ص32) مجموعة مقومات أساسية يعتمد عليها الأسلوب الإشرافي, منها ما يلي:
تنقسم الأساليب الإشرافية إلى قسمين رئيسين وهما:
وهي عملية هادفة منظمة مخطط لها, يقوم بها المشرف التربوي أو المشرف المقيم(مدير المدرسة) أو الزملاء للمعلم في غرفة الصف لملاحظة أدائه, وكل ما يصدر عنه من أنشطة تعليمية تعلمية. (دليل الإشراف التربوي, 2016, ص32).
ذكر البعداني(2013,ص181) أن الزيارات الصفية أسلوب إشرافي يهدف إلى ما يلي:
ولعل من أهم أنواع الزيارات الصفية الزيارات المخطط لها والتي تتضمن اتفاقاً مسبقاً بين المشرف التربوي و المعلم, وقد يتدخل مدير المدرسة في عملية تنسيق وتنظيم الزيارة. أما النوع الآخر من الزيارات فهو الزيارات المفاجئة والتي لا تتضمن اتفاقاً مسبقاً, وهي الزيارات المفضلة لدى الكثير من المشرفين, إلا أنها تثير مخاوف عدة لدى المعلمين وبخاصة أولئك الذين لم يكتسبوا خبرات طويلة في مهنة التعليم. (مريزيق,2008, ص125). ذكر أبو شملة( 2009, ص36) أنواع للزيارات الصفية على النحو التالي:
يتحكم في مدة الزيارة الصفية أمران, أولهما الهدف الذي من أجله كانت الزيارة, وثانيهما مدى ما توصل إليه في الزيارة من تحقيق الهدف, فقد لا يكتفي المشرف بزيارة صفية واحدة إذا أراد الاطمئنان على سير التعليم في إحدى الوحدات مثلاً, والزيارات الصفية لدقائق معدودة لا تمكن المشرف من معرفة الكثير عن طاقات المعلم وحاجاته (عبد الهادي, 2002).
والتي يدور فيها نقاش بين المشرف والمعلم حول الموقف التعليمي, سواء كانت بعد أو بعد الزيارة الصفية, أو في وقت آخر متفق عليه. وعرفها مريزيق(2008,ص131) بأنها مقابلة المشرف التربوي للمعلم ليطرح كل منهما آراءه وأفكاره بطريقة ودية وتعاونية حول الأنشطة التعليمية التي تحدث في الغرفة الصفية, ومناقشة جوانب القوة والضعف في سلوك المعلم التدريسي بهدف تحسين المواقف الصفية من خلال أسلوب الحوار الهادف المبني على الإقناع بين المشرف التربوي والمعلم.
تهدف العملية الإشرافية بشكل عام إلى البحث عن المشكلات التي تواجه المعلم, فيقوم المشرف من خلال الاجتماع الفردي بدراسة تلك المشكلات بطريقة ودية في جو يسوده الاحترام والتقدير المتبادل. عدَد مريزيق(2008, ص133) الأهداف التي يسعى الاجتماع الفردي لإنجازها على كالتالي:
وعرف مريزيق(2008, ص137) التعليم المصغر بأنه قيام المعلم بتعليم عدد قليل من الطلاب لفترة زمنية قصيرة بوجود مشرف مختص واستخدام آلة تصوير في هذه العملية لتصوير وقائع هذه الحصة الصفية(التجريبية) ليتمكن المعلم والمشرف من مشاهدتها فيها بعد بهدف تحليلها وملاحظة جوانب القوة والضعف في سلوك المعلم التدريسي, والتعاون في طرح الحلول المناسبة لتحسينه ورفع كفاءة العملية التعليمية.
إن الهدف من الإشراف باستخدام التعليم المصغر شأنه شأن أي أسلوب آخر من أساليب الإشراف التربوي, وهو يضيف سمات جديدة كونه يعمل تغذية راجعة للمعلم نفسه من خلال ملاحظته الذاتية لنفسه, وبالتالي تحقيق التقويم الذاتي للمعلم. أضاف مريزيق (2008, ص139) مجموعة أهداف للإشراف من خلال التعليم المصغر:
ورغم ميزات هذا النوع من الأساليب الإشرافية إلا أنه قد يخرج بنتائج غير حقيقية كونه معروف للجميع أنه موقف تجريبي, لا يتسم بالصدق والواقعية ولا يعبر عن الموقف الفعلي في حال عدم وجود آلة تصوير.
وكما ذكرنا سابقاً بانها الأساليب التي تجمع بين مشرف تربوي وأكثر مع مجموعة معلمين. وهي تأخذ أشكالاً متعددة ذكرها مريزيق(2008, ص143) على النحو التالي:
جاء تعريفها في دليل الإشراف التربوي(2016, ص44) بأنها عبارة عن عرض عدد من المشرفين التربويين لقضية أو موضوع محدد ثم فتح المجال بعد لك للمناقشة الهادفة المثمرة للحاضرين. ذكر مريزيق(2008,ص 144) أن الندوة تتضمن إتاحة الفرصة المناسبة للمناقشة وبحث المشكلات التربوية من كافة جوانبها بتفصيل دقيق من خلال تبادل الآراء والأفكار حولها.
للندوات التربوية العديد من الأهداف التي تسعى لتحقيقها كونها تتميز عن غيرها من الأساليب الإشرافية الأخرى بوجود مجموعة خبراء ومختصين يتم طرح المشكلات وعرضها ومناقشتها مع جميع الحضور من مناقشين خبراء ومعلمين. وضح مريزيق(2008, ص145) أهداف الندوة التربوية:
وهي اجتماع لمجموعة معلمين مشتركون في نفس المرحلة العمرية , أو المادة الدراسية, أو جميع معلمي المدرسة, لطرح قضية معينة وجمع الأفكار حولها لمواجهة مشكلة تربوية تواجههم.
جاء تعريفه في دليل الإشراف التربوي(2016, ص39) بأنه: نشاط تعاوني لمجموعة من المعلمين تحت إشراف المشرف التربوي صاحب الخبرة المهنية الواسعة, يعمل فيها المشتركون أفراداً وجماعات في وقت واحد متعاونين تحت إرشاد منسق من أجل تجريب أحسن طرق التدريس أو دراسة مشكلة تربوية مهمة أو إنجاز عمل تربوي محدد.
وعرفه البعداني(2013, ص188) بأنه أسلوب إشرافي مكثف يمارسه مجموعة من المعلمين لدراسة مشكلة تربوية أو تهيئة الفرص المختلفة لنمو المعلمين في مجال المهنة أو في مجال التخصص.
ذكر مريزيق(2008, ص147) أهداف المشغل التربوي على النحو التالي:
وهو أسلوب إشرافي بحيث يقوم معلم بزيارة زميل له يدرس نفس المبحث أو المادة في المدرسة أو مدارس أخرى مجاورة, لتحقيق أهداف تعليمية معينة وضمن خطة محددة يتعاون من خلالها المشرف التربوي ومدراء المدارس والمعلمون.(البعداني, 2013, ص 185).
وتم تصنيف الزيارات التبادلية في دليل الإشراف التربوي(2016, ص36) على النحو التالي:
لأهداف من الزيارات التبادلية كما وردت في دليل الإشراف التربوي(2016,ص37):
وهي أسلوب إشرافي مكتوب للاتصال بين المشرف والمعلمين, يستطيع المشرف التربوي من خلالها نقل خلاصة قراءاته ومقترحاته ومشاهداته للمعلمين بقدر معقول من الجهد والوقت.(البعداني,2013,ص186).
وهي أيضاَ وسيلة اتصال إشرافية كتابية يقوم أو يسهم المشرف التربوي في إعدادها وتوزيعها للمعلمين الذين يشرف عليهم ويتضمن عادة مجموعة من التعليمات والمعلومات التي تهدف إلى اطلاع المعلمين على صور من المقررات الدراسية أو الأنشطة التعليمية المعنية وغيرها من الأمور التعليمية المهنية. (دليل الإشراف التربوي,2016,ص40).
عدد مريزيق(2008,ص150) مجموعة أهداف للنشرات التربوية:
وهي أحد الأساليب الإشرافية البديلة التي يمارسها المشرف التربوي جنباً إلى جنب مع الأساليب الإشرافية الأخرى, عندما لا يتوفر لديه الوقت الكافي لرعاية جميع المعلمين مهنياً, بهدف رفع كفايتهم في أثناء الخدمة من خلال إثارة اهتمامهم بالقراءات الخارجية, وتبادل الكتب واقتنائها أو الاطلاع على مواقع متخصصة وتوجيههم إليها (دليل الإشراف التربوي,2016,ص41).
ذكر مريزيق(2008,ص152) مجموعة أهداف للقراءة الموجهة, وهي:
الدرس التطبيقي نشاط علمي يقوم به المشرف التربوي أو أحد المعلمين المتميزين داخل أحد الصفوف العادية وبحضور عدد من المعلمين وذلك لمعرفة ملاءمة الأفكار النظرية المطروحة للتطبيق العلمي في الميدان أو لتجريب طريقة تعليمية مبتكرة لمعرفة مدى فاعليتها أو شرح أساليب تقنية فنية أو استخدام وسائل تعليمية حديثة أو توضيح فكرة أو طريقة يرغب المشرف التربوي أقناع المعلمين بفاعليتها وأهميتها (دليل الإشراف التربوي,2016,ص38).
عرفه البعداني(2013, ص187) بأنه أسلوب إشرافي يهدف إلى تجربة الأفكار والبرامج والأساليب الجديدة, والتأكد من مدى صحتها ونفعها والتأكد من صحة الفروض الموضوعة لحل المشكلات المستجدة, ومن فعالية الطرق والأساليب التي تثبت فعاليتها في الماضي في مواقف جديدة.
يشمل البحث الإجرائي على نوعين وهما:
بقلم: رسل المعموري جبريل عليه السلام هو أقرب ملائكة الله إليه، وصديق النبي صل الله… اقرأ المزيد
أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا من لا يزال يؤمن أو متأثر بثقافة المنظرة… اقرأ المزيد
بقلم: رسل المعموري ""وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا… اقرأ المزيد
ما هي صفات الابن المراهق؟ لسن المراهقة بدايةً بالتمهيد وهو عمر ما قبل سن المراهقة… اقرأ المزيد
أنا فخورة بأنني أمازيغية مغربية، فاللغة الأمازيغية تحمل في طياتها عمق الإحساس وجمالية الطبيعة والثقافة… اقرأ المزيد
لطالما كان الوقوفُ على قدمين منتصبتَين، أو ربّما على قدمٍ واحدة، أو ربما النهوض بلا… اقرأ المزيد