ما معنى أن تكون مؤثراً

في ظل تطور التكنولوجيا أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، بل وقد أصبحت مصدر دخل رئيسي للكثير من الأشخاص من خلال صناعة المحتوى بأنواعه، من ناحية أخرى فقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً ملاذاً لأصحاب المهارات الرقمية فيقوموا بتقديم أنفسهم من خلالها لجذب عملاء محتملين، ولذلك فقد أصبح مصطلح “التأثير” أو “الشخص المؤثر” شائعاً ويتم تداوله بكثرة ليعبر عن الأشخاص الذين يقومون بصناعة المحتوى عبر صفحات حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن ماذا يعني أن تكون شخصاً مؤثراً؟

المؤثر هو من يُحدث تغييراً 

لا يشترط أن تكون شخصاً ناجحاً أو ثرياً حتى تكون قادراً على التأثير بالآخرين، بل يمكن أن يكون الفلّاح أو العامل الحرفي شخصية مؤثرة، ولكن ليس بالضرورة أن تكون كل الشخصيات الناجحة حول العالم مؤثرة، والمعنى من ذلك أن مصطلح التأثير يرتبط بمدى قدرة الشخص على إحداث تغيير إيجابي في حياة الآخرين ولو كان تأثيره بسيطاً، بالمقابل نجد هناك شخصاً ثرياً وناجحاً لكنه لا يُحدث تغييراً في حياة الأشخاص، الأمر ببساطة يتعلق بالبصمة التي يتركها الإنسان المؤثر في نفوس الآخرين سواء كانت علاقتهم به مباشرة أو غير مباشرة، وكل ذلك ليس غريباً في عصر الرقمنة.

المؤثر هو من يطوّر ذاته

فجوهر الفكرة يكمن هنا، كيف يمكنك أن تكون شخصاً مؤثراً بعيداً عن فلسفة الثراء والنجاح، لذا دعني أخبرك عزيزي القارئ أنك شخص مؤثر بالفعل وأنا محظوظ بأنك هناك شخص مؤثر يقرأ مقالتي وهذا لأنك قضيت بعض الوقت لقراءة مقالتي الطويلة في عصر يميل به الأشخاص لقراءة تغريدات قصيرة، ولهذا فإن وجودك في هذه الصفحة نابع من مدى حرصك على تطوير ذاتك للأفضل، ولهذا دعني أخبرك أن الصنف الأول من الأشخاص المؤثرين هم الذين يسعون لتطوير ذاتهم للأفضل من خلال القراءة أو التعلم، ولكن كيف ذلك؟ ببساطة لأن ما نتعلمه أو نقرأه يؤثر على طريقة تفكيرنا وبالتالي على سلوكياتنا وذلك ينعكس على الطريقة التي نتعامل بها مع الآخرين، ولهذا شتان بين الشخص الذي يسعى لتطوير ذاته وبين ذاك الذي يكتفي بالمعارف التي قام بدراستها خلال المرحلة المدرسية أو الجامعية.

عندما تحظى بثقة الآخرين فأنت مؤثر

قبل أن أقوم بتقديم الصنف الثاني من الأشخاص المؤثرين، دعني أسألك سؤالك بسيطاً عزيزي القارئ، هل يلجأ لك أصدقائك أو معارفك عندما يريد أحدهم نصيحة بشأن أمر ما، أو عندما يقع أحدهم في مشكلة ما ويريد المساعدة، أو حتى عندما يريد أحدهم فقط أن يستمع له شخص ما؟ إن كانت إجابتك نعم فأنت من الصنف الثاني من الأشخاص المؤثرين، وذلك لأن الأشخاص عندما يريدون نصيحة أو يريدون فقط التعبير عن مشاعرهم السلبية لا يلجؤون إلى مَن حولهم بشكل عشوائي، بل تكون تلك عملية انتقائية جداً تكمن في داخلها معني عميق جداً ألا وهو الثقة، ببساطة عندما تتفق الأغلبية من البشر بأنك الشخص المناسب للاستماع لهم، فهذا يعني أنك مستمع جيد، وشخص جدير بأن ينصح الطرف الآخر، والأهم من ذلك أنك شخص يتمتع بالذكاء العاطفي، وهذا لأن الأشخاص لا يلجؤون إلا لشخص يشعر بهم ويضع نفسه مكانهم، وهنا أستطيع أقول لك بأنك ستكون مؤثراً بالنسبة لي أيضاً لأنك ما زلت تقرأ مقالتي ولم تغادر الصفحة بعد يا صديقي.

ابتسامتك تجعلك مؤثِّراً

دعني أسألك هنا سؤالاً آخر، هل ابتسمت عندما أخبرتك بأنك شخص مؤثر بالنسبة لي؟ إن كانت الإجابة نعم دعني أنصحك بأن تجعل ابتسامتك الجميلة ترافق ثغرك دوماً بعيداً عن ضغوطات الحياة ومشاكلها، لأن الصنف الثالث من الأشخاص المؤثرين هم الذين تزيّن الابتسامة ملامحهم، فعندما نتذكرهم نبتسم نحن أيضاً.

وفي نهاية المقال، فإن معيار التأثير بالآخرين قد يختلف من شخص لآخر، ولكنني في هذه المقالة أعتبر الأصناف التي قمت بذكرها بأنها مؤثرة من وجهة نظري المتواضعة، ولذلك فإن معايير التأثير قد لا ترتبط بأيدولوجية معينة أو نمط معين، فقد يكون عند أحدهم مصطلح التأثير مرتبط بفكرة ما وليس بشخص، نتيجة لذلك فإن مصطلح التأثير ليس محصوراً بجانب معين.

فيديو مقال ما معنى أن تكون مؤثراً

 

أضف تعليقك هنا