أن أزمتهم ليست بجديدةٍ ولا بقديمة، فقد لبست عهد الحضارة والبداوة، لحقت كل الأزمنة ولكنها حلت في الأماكن عينها، ما بين عالم أول وعالم ثالث ضاع صفرهم وأصبحوا على الشمال، انتشروا في عالمٍ عربي ارتدى قشرة الحضارة وروحهُ جاهلية، لا يعرفُ للإنسانية معنى.

الأطفال المتشردين

هم أولئك الأطفال المُتسولين، هم أولئك الرُضع المشردين، هم أولئك الأولاد المتسخين والجياع. لا يعرفون أين ولدوا لربما في زوايا تلك الشوارع. فمرةً هم الفارون من حرب سلطانِ جائر رست سفنهم على شواطىء تلك الشوارع. وأخرى هم الأيتام الذين قُطعت شجرة عوائلهم فلم يجدو سوى الشوارع لتأويهم. وتارةً أبنُاء آباء يأكلون الحصرم وهم وحدهم الذين يضرسون.

ما هي أسباب التشرد؟

تعددت الأسباب والشارعُ واحد، منزلٌ بلا جدران وبلا حنان، تعصفُ بهم الحياة، وتجذفهم يمينًا وشمالًا، بين تسولٍ، نشلٍ ومرتزقةٌ لدى عصاباتٍ لا تعتق. ابناءٌ لأمهات ما استحقين لقب الأمومة يومًا، كانوا طاغيات لا يعرفن الرحمة، هي لم تعد بظاهرة بل بات غالبية الأطفال مشتتون بين هنا وهناك، في بلادٍ عربية لا يحترم قادتُها أنفسهم حتى يحترموا شعوبهم فضاع مستقبل أجيال بين أهل ” بيخلفوا وبزتوا ” وبين دول لا تحترمُ الإنسان. فبات على الأطفال العمل لتأمين قوتهم اليومي، وفي غالب الأحيان يعملون لصالح عصابات مقابل لقمة العيش وزاية يغفون بها لعلهم ينسوا تعب النهار وذله.

مقالات متعلقة بالموضوع

ضحايا الظلم

هو مشهد نشاهده يوميًا في سينما الحياة دون أن نحرك ساكن؟ إلى متى سيبقى الأطفال ضحايا الجشع والأهل؟ إلى متى ستبقى الدول نائمة في سُباتها العميق ؟ متى ستستيقظ الإنسانية لعلَ سُفنهم ترسو على بحر حياةٍ كريمة بعيدة عن التسول والعاصابات.

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

جبريل عليه السلام

بقلم: رسل المعموري جبريل عليه السلام هو أقرب ملائكة الله إليه، وصديق النبي صل  الله… اقرأ المزيد

% واحد منذ

من فضلك كن نفسك فقط

أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا من لا يزال يؤمن أو متأثر بثقافة المنظرة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

تاريخ الديانة الحنيفية

بقلم: رسل المعموري ""وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا… اقرأ المزيد

% واحد منذ

كيف تحتوي المراهقة؟

ما هي صفات الابن المراهق؟ لسن المراهقة بدايةً بالتمهيد وهو عمر ما قبل سن المراهقة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

بين قمم الأطلس وخضم الريف: شهادة امرأة حرة عن جمال وتنوع المغرب الأمازيغي

أنا فخورة بأنني أمازيغية مغربية، فاللغة الأمازيغية تحمل في طياتها عمق الإحساس وجمالية الطبيعة والثقافة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الدراما السورية..نهوض الفينيق!!

لطالما كان الوقوفُ على قدمين منتصبتَين، أو ربّما على قدمٍ واحدة، أو ربما النهوض بلا… اقرأ المزيد

% واحد منذ