بقلم: مريم لاليحي

هل الحياة عادلة ؟ هل هي عادلة بكل ما فيها من ظلم ؟ لا و ألف لا ، عندما نرى طفل بعمر الزهور هزيل الجسم قد أزال المرض الخبيث لونه الجميل و أذهب إبتسامته التي تبعث في الروح البهجة و السرور.

الحياة غير عادلة عندما ترى طفل لا يعرف للحياة معنى

الحياة غير عادلة عندما ترى طفل لا يعرف للحياة معنى يواجه أخبث مرض في الوجود بكل ما فيه من طفولة و يواجه الكيماوي بكل ما فيه من ضعف و يواجه الألم بكل ألمه نعم الحياة غير عادلة عندما يعيش الأطفال بتسريحات شعر مستعارة ، هل نستطيع الإبتسامة و نحن نعاني من حمى أو من صداع لا ! لأننا بمجرد الإحساس بذلك الألم التافه نبدأ بالبحث عن دواء ليتوقف ، نعم لكن هل يتوقف ألم ذلك المرض الخبيث بمجرد حبة مضاد للصداع ، لا لكن لن تستطيع الشعور بذلك الألم و لن تقول أنك تستطيع و أنك تشعر بهم حتى و لو كنت تشعر لكن ليس بالقدر نفسه.

الحياة غير عادلة عندما نرى أطفالاً يلعبون بأغلى الألعاب أطفال يموتون من البرد ومن الجوع

الحياة غير عادلة عندما نرى أطفالا ينامون على أغلى الوسائد و الفراش و يلعبون بأغلى الألعاب يملكون أحدث الهواتف و يتناولون أشهى المؤكولات ، لا و ألف لا بالمقارنة مع أطفال يموتون بالألاف من البرد و بالألفين من الجوع و العطش ، لا و ألف لا عندما ترى أطفالا أقصى أحلامهم إرتداء معطف دافئ ، نعم الحياة ظالمة لأنها تنهب السعادة من أشخاص بأمس الحاجة لها و تعطيها لأشخاص لا يعطونها أدني قيمة.

مقالات متعلقة بالموضوع

أنا لا أقول أن السعادة تكمن في الماديات فقط لكن الإنسان لا يستطيع أن يكون سعيدا و هو يرى عائلته تموت واحدا تلو الأخر ، لا يجب أن نصدق الصور التي تنتشر في المواقع التي تقول أن الفقير يبتسم و لا أدري ماذا لا يجب أن نصدق مصور إلتقط صورة لفقير و هو يضحك في ثانية من حياته التعيسة و يكتب أن السعادة لا تشترى بالمال نعم لا تشترى بالمال لكن الطفل يحتاج لأن يعيش كي يبتسم.

الأطفال يموتون يومياً بسبب الجوع والعطش وغالباً بسبب كرههم للحياة

الأطفال يموتون يوميا بسبب الجوع و العطش و غالبا بسبب كرههم للحياة ، الناس ينكرون هذا فقط لكي يتناسو المشكلة الأساسية للعالم و التي تكمن في الأطفال ، آلاف من الرسائل و التغريدات على مواقع التواصل الإجتماعي بهاشتاق التضامن أو بالأحرى تدّعي التضامن ، لأنني لم أرى شخصا يكتب أحد تلك الرسائل و يقوم بالشيء على باب الواقع ، لا أقصى ما يستطيعون فعله هو الكلام على المواقع و التظاهر بالشعور بالأسى و الألم على حالهم ، يكتب بضع كلمات إقتبسها من الإنترنت و هو متسطح على فراشه الدافىء و وسادته القطنية يحمل هاتف حديث و يشاهد التلفاز.

الحياة لم تكن يوما عادلة ولن تكون

الحياة لم تكن يوما عادلة و لم تكن و لن تكون إذا لم نفعل ، نفعل ما نكتبه و ما نتظاهر به ، إذا بقينا على نفس الحالة لن يتغير شيء و ستبقى الطفولة تضيع جيل وراء جيل حتى ينتهي العالم.

بقلم: مريم لاليحي

أضف تعليقك هنا
شارك
بقلم:

Recent Posts

جبريل عليه السلام

بقلم: رسل المعموري جبريل عليه السلام هو أقرب ملائكة الله إليه، وصديق النبي صل  الله… اقرأ المزيد

% واحد منذ

من فضلك كن نفسك فقط

أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا من لا يزال يؤمن أو متأثر بثقافة المنظرة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

تاريخ الديانة الحنيفية

بقلم: رسل المعموري ""وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا… اقرأ المزيد

% واحد منذ

كيف تحتوي المراهقة؟

ما هي صفات الابن المراهق؟ لسن المراهقة بدايةً بالتمهيد وهو عمر ما قبل سن المراهقة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

بين قمم الأطلس وخضم الريف: شهادة امرأة حرة عن جمال وتنوع المغرب الأمازيغي

أنا فخورة بأنني أمازيغية مغربية، فاللغة الأمازيغية تحمل في طياتها عمق الإحساس وجمالية الطبيعة والثقافة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الدراما السورية..نهوض الفينيق!!

لطالما كان الوقوفُ على قدمين منتصبتَين، أو ربّما على قدمٍ واحدة، أو ربما النهوض بلا… اقرأ المزيد

% واحد منذ