النوم العميق

تمر علينا العديد من الفرص وتنتظر نداء منا حتى أنها تطرق بابنا وتنتظر أن نفتح، حتى أنها دخلت بعد أن وجدت الباب مفتوح وتنتظر أن نرحب بها…

كيف تفوتنا الفرص ونحن في غفلة عنها؟

حتى أن الفرصة تدخل للصالون وتنتظر أن نضيفها شيئاً، حتى أنها تدخل للمطبخ وتصطحب معها كوب عصير متنوع بارد وتنتظر أن نشاركها، حتى أنها تدخل علينا غرفة النوم إلا أنها تجدنا في نوع عميق جداً وتحاول مرة ومرة وعديد المرات أن توقظنا إلا أننا من شدة عمق نومنا لا نسمع ولا نشعر ونحس بأي حركة أو لمسة قد تمر على أحد أعضائنا فالغفلة التي نحن فيها قوية قد أحجبت عنا الشعور والإحساس بكل ما هو مفيد وجميل وجيد لنا، فترحل الفرصة غاضبة ومنزعجة ومتحسرة على ما فاتنا وما كان بحوزتها لنا وتعهدت عند الرحيل بعدم العودة من جديد وتركنا في ذلك النوم العميق.

الخير يطرق بأنامله نوافذ بيتك فماذا أنت فاعل؟!

يزورنا الخير مبتسماً سعيداً بما يحمله لنا فيحدثنا ولا نستمع وإن استمعنا تركيزنا بغير مكان، الخير جاء محملاً بخير عظيم قد يحول حياتنا كلها مع جميع التفاصيل الصغيرة التي نحن شخصياً لا نهتم بها وقد نسيناها وتركناها، وقف الخير متحمساً فرحاً من أجلنا يحاول يميناً ويساراً لفت انتباهنا ورؤية ردة فعل تشبه ردة فعل المندهش حتى المصدوم حتى إلا أننا لازلنا في النوم العميق نعيش الوهم على أنه حقيقة والأحلام على أنها واقع…

لازال الخير يجرب كل الطرق لنستيقظ ونستلم الهدية الرزق إلا أننا لا نرى لا نعي لا ندرك ما يدور من حولنا ومن زارنا ومن رحل ومن جاء ومن بقي فالنوم العميق مسيطر كل السيطرة على القلب والعقل والروح والجسد بأكمله، الخير مصر على استلامنا لما جاء به لنا وعلى الرحيل والانصراف فارغاً لا محملا بما جاء به فالخير لا يعود كما خرج، جلس الخير ينتظر ويعطي المبررات جميعها ونحن بكل وضوح نطرده ونؤكد له رفضنا الرفض الصادر من غفلة ونوم عميق…

كيف ينعكس النوم العميق على حياتنا سلباً؟

الخير يريد لا يريد أن يفقد الأمل وإعلان استسلامه معنا وفي نفس الوقت قد شاهد ما نحن عليه وإصراره من الأثار التي تركها النوم العميق فينا، الخير بدأ في الانسحاب ويعلن الرحيل فهل من مستمع ؟ فهل من معترض؟ لا أحد يجيب فالنائم النوم العميق نائم وفلن يرد.

التوبة قدمت إلينا والفرج جاء بدون طلب منا، التوبة لم تنتظرنا فقد حزنت علينا فجاءت لتعطي لنا فرصة ذهبية مع أننا نحن من نذهب للتوبة راكعين ساجدين نموت بكاءً وندما ومتوسلين متمنيين العفو والسماح، فهذه المرة التوبة عندنا برغبتها ودون طلب منا فكم نحن محظوظين وكم نحن غافلين وفي الغفلة نائمين بعمق، التوبة بكل سهولة تسهل لنا الأمر وإعلان التوبة ونحن نضحك فنحن سعداء…

حتى الفرص التي تطرق بابنا تعاقبنا بالرحيل إن لم نرحب بها

نحن في سكرة لن نفيق منها إلا بقدرة قادر وبإرادة منا، التوبة لم تبقى طويلاً فنحن نغلق في الأبواب ونجري من مكان إلى مكان هاربين منها فرحلت توعدنا بالندم الشديد الذي لن يشفع لنا وبغلق أبواب التوبة علينا في جميع الأوقات فلا نحاول، والفرج واقفاً قد شاهد ما دار بيننا وبين التوبة وبكل هدوء رحل دون شعور به فكما جاء رحل دون نطق حرف من الكلمة أو إصدار أي صوت يوحي بأنه هنا ولكنه جاء وامتنع عن المحاولة معنا

فالفرص والخير والتوبة وغيرهم الكثير لم ينجحوا ففضل الاحتفاظ بمجهوده وإقناعه لمن يسمع ويستجيب ويتأثر، الغفلة التي بها العديد خدعتهم وخدعوا أنفسهم بها فكل سيء به غفلة كالثوب الذي يتم تقديمه لصاحبها فيرتديه من هنا يدخل في نوع عميق يريه العالم جميل والحياة في منتهى الروعة وهذا كله وهم إن فقنا منه فضلنا الموت في الحال، لا تتبع شهوات الدنيا ومساوئها فتغفل عن ما يفيدك ويجعلك ملكاً في الأخرة وعظيما في دنياك.

فيديو مقال النوم العميق

أضف تعليقك هنا