لماذا الترجمة ليست بالمهنة السهلة؟

 الترجمة قد لا تبدو صعبة للغاية للوهلة الأولى، ومع ذلك فهي ليست بالمهنة السهلة خاصة عندما لا تكون اللغة التي نترجم اليها وثيقة الصلة بلغتنا الأم.

بعض المشاكل التي يواجهها من يزاول مهنة الترجمة

قد نسمع في كثير من الأحيان البعض يقول “لماذا لايمكنني استخدام هذه العبارة او الكلمة في اللغة المترجم إليها و في نفس السياق كما فعلت في لغتي ولماذا ليس هنالك ترجمة مباشرة ؟” في الحقيقة هناك بعض الأسباب التي تجعل الترجمة معقدة للغاية، ومنها :

“Polysemy”أو مايسمى” الاشتراك اللفظي ” أو تعدد المعاني للكلمة الواحدة:

وهي عبارة عن عملية تعايش مع العديد من المعاني الممكنة لكلمة أو عبارة واحدة. يمكن للاشتراك اللفظي أن يسبب صعوبة في الترجمة وذلك لأن الترجمة المباشرة قد لا تعطي المعنى الدقيق. على سبيل ألمثال, لناخذ الكلمة العربية “يد” وانظر الى ما قد يكون لها من معاني متعددة اعتمادا” على السياق:

  • “اليد العليا خير من اليد السفلى” (العاطي),(الاخذ)  “حديث نبوي شريف”.
  • “يد عاملة” (العامل أو العاملة).
  • “له يد في ألامر” (شريك).

من أجل فهم ما تعنيه الكلمة وبشكل دقيق، يتوجب على المترجم فهم سياق الجملة أو العبارة، ولهذا نرى ان  ترجمات ألشبكة العنكبوتية ينتج عنها في كثير من الأحيان ترجمات محرجة لأن الآلة تفتقر إلى فهم السياق والمعنى المقصود ولذلك لايمكن إنتاج أفضل الترجمات الا من قبل البشر.

الاختلافات الثقافية بين اللغات:

كما يمكن أن تكون الترجمة صعبة بسبب الاختلافات الثقافية بين اللغات، الكلمات غالبا ما تعكس ثقافة وعادات مجتمع معين يختلف عن غيره من المجتمعات، على سبيل المثال,اللغة العربية لها أكثر من ثلاثون اسما” للمطر:

(ألغيث,مقصور,الديمة,الصوب,الهطل,الهتان,القطقط,الرهمة,الغبية,الوابل,الودق,البعاق,الجود,الجدا,العين,الغدق,السحيفة,اليعلول…ألخ” وللعرب قدرة فائقة على التمييز بين أنواع مختلفة منه مقارنة مع معظم أللغات في العالم وذلك بسبب خزين الكلمات الموجود في اللغة العربية وبلاغتها مقارنة مع لغات العالم أجمع.

والترجمة ذات صلة عميقة بالثقافة فبعض المفاهيم المعتاد عليها في لغة واحدة، قد تكون غريبة في لغة أخرى وهكذا يصبح المترجم بحاجة إلى بذل الكثير من الجهد للعثور على ما مايقابلها في اللغة الهدف. لذلك يجب أن يكون المترجم على دراية بتلك الاختلافات ما بين الثقافات وان يكون ذو كفاءة لغوية واجتماعية وثقافية وبراغماتية باللغتين من اجل اتمام عملية الترجمة بنجاح.

المعاني الإيحائية التي تحملها المفردات:

ومن المشاكل الاخرى التى يواجهها المترجم وبكثرة هي المعاني الايحائية التي تحملها المفردات والتي تختلف من ثقافة الى اخرى، على سبيل المثال، يمكن أن يكون للألوان معان” مختلفة بين اللغات، في البرازيل، “كل شيء أزرق” يعني “لا بأس به”، في حين أن الأزرق في الإنكليزية عادة ما يكون له دلالة حزينة أو حزن.

مجرد معرفة لغتين لا يعني أنك سوف تكون قادرأ” على أنتاج ترجمة جيدة، لذلك يتوجب على المترجمون الذين يترجمون من لغتهم إلى لغة الهدف ان يكونوا ذوي معرفة كبيرة بالعناصر اللغوية والثقافية المختلفة لكلتا اللغتين مثل الأمثال والتعابير والاستعارات والدلالات والقصدية وبناء الجملة والمورفولوجيا وما إلى ذلك من أجل الوصول إلى مايسمى بالترجمة التواصلية والثقافية بعيدا عن الترجمة الحرفية التي غالبا ما يكون فيها خسارة كبيرة في المعنى والجمالية.

فيديو مقال لماذا الترجمة ليست بالمهنة السهلة؟

أضف تعليقك هنا